من سمات الديماجوجيين خاصة الذين تربوا في مدرسة الكادر الأيدولوجي، سواء كان الكادر إسلاموياً متعنتا، أو بلشفيا قمعياً ، ان الحوار معهم لا يفضي حتى إلى أبسط قواعد المنطق، وينتهي إلى مشتمة لتبادل الاتهامات والمهازل الرخيصة.

فالمعلم فضل يوزع اتهامات مجانية على خلق الله من العبد الفقير مالك الحزين إلى الرجل الأكثر نضجاً في العصر فؤاد عجمي، فبدلاً من مناقشة طروحات الرجل يصفه بالعميل، ولا أفهم عميلاً لمن يكون البروفيسيور المرموق فؤاد عجمي ؟
عميل لأميركا مثلاً ؟ يا أخي أحه.. وللأسف لا يمكن كتابة حركة الشخير السكندرية الشهيرة بهذه اللغة، فإذا كان البروفيسيور عجمي الأكاديمي الكبير يحمل جوازاً أميركيا ويعيش في أميركا ويشغل مناصب سياسية وأكاديمية رفيعة أبسطها انه أستاذ كوندوليزا ومستشار ديك تشيني وعقل مهم في جوقة البيت الأبيض، وبعد كل هذا يأتي فضل بيك ليصفه بالعمالة!، ولا أفهم كيف يكون المرء عميلاً لبلده، فأميركا هي بلد كل من يحمل جوازها يا نيافة أسقف الوطنية، وحتى تتأكد سل الفلسطينيين الذين يحملون جوازات فلسطينية عما اذا كانوا عملاء لواشنطن :)

صار اشباه المثقفين والمتعالمين يوزعون التهم حتى من دون أن يدققوا بها ، ويعملوا العقل فيها قليلاً، حتى تكون معقولة ومقبولة، لكن ماذا نفعل حيال "عقلية التنظيم السري" المتفشية في أوساط أشباه المتعلمين، وأدعياء النضال المزمن :)

ثم يقول حبر الوطنية الجليل، ووكيل القومية الوحيد، وصانع المطر، الأخ الطبيب النفساني فضل عاشور (له المجد):

البديل هو الذى سيعيد بلورة نفسة مجيبا على نفس الاسئلة التنويرية التى لم تصلنا اجابتها بعد منذ قرن ونصف
سيكون بديلا ديمقراطيا عروبيا حداثيا
لن يكون بن لادن
لن تكون ايديولوجيات راديكالية
لن تكون تيارات دعائية لصالح المستعمر

وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل عما سيكون هذا البديل الذي يتحدث عنه، إذا لم يكن ايديولوجيا (بما في ذلك العوربة السياسية البروسية)، ولا الأصولية الدموية، ومن سيقوم بهذا البديل، وما هي مظاهر هذا الاستنتاج الخطير الذي يبشر به كاهن القومية وجامع الفراشات المحترم خالص قوي جدا فضل بيك؟
هل ننتظر عروبة جديدة على طريقة بعث دمشق، تبيع شعارات وتنحت مصطلحات، أم نتوقع نصراً لعروبة صدام تكتسح العالم، وربما تنحخ في تعريب إسرائيل أيضاً، أم نراهن على (م ت ف) ؟

يا سيدنا .. فشل المشروع العروبي السياسي ، ودفن في رمال سيناء عام 1967، وشيع لمثواه الأخير في (حفر الباطن)، وصلوا عليه صلاة الجنازة في (أم المعارك)، وهذه الأنظمة الآيلة للسقوط التي ترفع شعارات العروبة تشهر افلاسها يوميا على قارعة الطريق، وهي لا تحيد عن هذا الفشل لسبب بسيط انها تستمد منه مبرر بقائها، وتستر به عورتها، ولا تحمل بديلاً آخر لأنها تكلست وتجاوزتها كل القطارات ... وسوف تسقط كما انهار الاتحاد السوفيتي، وسنشرب نخب سقوطها ونطلق عليها النكات، ونجري معهم المقابلات الصحافية ليرووا ذكرياتهم.

أما المشروع الأصولي فقد صار نازية هذا العصر، الكل يطارده، تحولت رموزه إلى رجال عصابات مافيا تطاردها الصين والهند والسند وأميركا وحتى ليبيا تطاردها، ولم يعد لهم ملاذ آمن إلا في جوانتانامو، فعلى الأقل لن يموتوا هناك، وسيجدون منظمة تصدر بيانات تطالب بمعاملتهم بشكل إنساني.

ماذا تبقى من مشروعات خزعبلاتية أخرى ؟
لم يبق سوى الوطن الليبرالي الجميل الذي يتسع لكافة الزهور، ولا يسمح ببيع الشعارات، وتوزيع (الكنافة) على روح الضحايا حتى لو كانوا من الأعداء، لأن الشماتة بقتل الناس تعبر عن نفوس وضيعة، ولا يمارسها متحضر يزعم انه صحاب (أضيه)

أزمتك يا فضل هي جزء من أزمة قطاع ليس صغيراً من أبواق المنظمات السرية وباعة الوطنية والعسلية وحاخامات الاصولية، وضحايا الإعلام الموجه، وهي أنهم دائما يراهنون على الجواد الخاسر، ويصرون على مواصلة لعبة لا يجيدون ولا حتى يعرفون قواعدها، فيدخلوا المعركة وقد خسروها مقدماً .. ومع ذلك فالأمل كبير في "إعادة تأهيل" هذه الحفريات، وسبحان من يحيي العظام وهي رميم

شالوم يا صاحبي :)

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن؟	الــورّاق	3	848	06-01-2013, 08:40 PM آخر رد: فلسطيني كنعاني
	كوارث آخر الزمن	THE OCEAN	8	3,295	11-30-2010, 02:30 AM آخر رد: عصام شعلان
	فلسطينيون وصهاينة في وقت واحد؟! حكمتك يا رب على الزمن دا!!	إبراهيم	5	1,630	05-08-2010, 10:20 PM آخر رد: طريف سردست
	شيء في مسألة الزمن: فلسفة ..متى..!!	حسام راغب	6	1,912	02-04-2009, 07:54 PM آخر رد: Awarfie
	تعريفات الزمن البوشي	عزالدين بن حسين القوطالي	3	909	03-12-2008, 02:32 PM آخر رد: عزالدين بن حسين القوطالي