حتى لا تختلط الاوراق و تضيع الحقائق بين ركام السباب و الشتائم فسأتناول القليل مما تعج به حقيبة فؤاد عجمي، الذي يراه السيد مالك اكاديميا كبيرا، من كراهية و حقد على العرب و المسلمين و انحياز تام للصهيونية

ففي مقال لعجمي في مجلة فورين افيرز، و تحليل عن سبب فشل قمة كامب ديفيد يلقى عجمي مثله مثل اي كاتب صهيوني، اللوم بالكامل على ياسر عرفات ، و يصف عجمي القرار الفلسطيني بتوقيع اتفاقات اوسلو أنه تخلى للفلسطينيين عما يسميه عجمي " تطرفهم التقليدي" في الوقت الذي يصف فيه أيهود باراك بأنه رجل دولة تواق لمنح الفلسطينيين أقصى ما يمكن للمؤسسة السياسية الاسرائيلية تقديمه.

عجمي اذا لا يهمه و هو المحلل السياسي الذي لم تنجب ارحام النساء مثله، أن يتناول حتى حقوق الفلسطينيين طبقا لقرارات مجلس الامن التي يستخدمها تلامذته صقور الادارة الامريكية ك "تواليت تشيوز" و هو غير معني بشرح معاني القانون الدولى و الشرعية الدولية لهؤلاء التلاميذ النجباء من عينة تشيني و كونداليزا .....و لكنه يتحدث بمنطق صهيوني متجرد تماما من أي إلتزامات دولية و متعالى على الشرعية و يمن عجمي على الفلسطينيين بما أنعمه السيد أيهود باراك رجل الدولة الاسرائيلي عليهم متسائلا بحرقة " عايزين اكتر من كده ايه"

و يصف عجمي ما فعله عرفات في كامب ديفيد أنه أي عرفات- رفع سقف مطالبه التي يصفهاا العجمي " متطرفة" و أصر على حلمه في دولة ممتدة من النهر الى البحر (طبعا عجمي يكذب في هذا) و يتجاهل عجمي أن كل ما طالب به عرفات في كامب ديفيد لا يخرج عن إطار أسلو التي تنازل فيها عرفات عن 80% من فلسطين التاريخية و رضى فيها بأقل من نصف ما قرره قرار التقسيم الصادر عن مجلس الامن نفسه

عجمي ينصح عرفات بأن ينسى تماما ملايين الفلسطينيين الملقين في العراء في لبنان و سوريا و أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليعلن أن هؤلاء اللاجئين منذ ما يقرب من نصف قرن لن يكونوا "أسعد حظا" من اليهود (المساكين عند عجمي) في الاسكندرية و فاس و بيروت الذين "طردوا" على حد تعبير عجمي من ديارهم في الدول العربية بعد قيام إسرائيل...طبعا عجمي يمارس الكذب مرة أخرى عندما يخلط بين الفلسطينيين الذين يبيتون في المخيمات منذ نصف قرن بعد طردهم بالجملة من أراضيهم و بين اليهود العرب الذين هاجروا الى أسرائيل طوعا أو بفعل عمليات إرهابية أعترف الصهاينة أنفسهم أنهم هم من دبرها لاجبار اليهود على الهجرة الى فلسطين و تدعيم التفوق الديموغرافي اليهودي على العرب
عجمي قلبه ينفطر على من اسماهم "أولادنا" و من يتعرضون لاخطار الحرب الجرثومية و البيولوجية و النووية في أثناء قصف الاحياء السكنية العراقية و مخابئ المدنيين العراقيين (مخبأ العامرية الذي أحترق فيه الاطفال و النساء ) كما انه يخشي على "أولادنا" هؤلاء من لسعات العقارب و الافاعي السامة و الشمس المحرقة......طبعا قد يظن بعض السذج أن عجمي يقصد أولادنا العرب العراقيين و لكنه في الحقيقة يقصد أولادنا الامريكيين ممن "قد تصيبهم" بعض الاشعاعات النووية الناجمة عن إلقاء قنابل اليورانيوم المنضب على رؤوس العراقيين .....كما ينصح عجمي أن تجتاح القوات البرية الامريكية بغداد و تسقط صدام و الا "نـ"كرر نفس الخطأ الذي أرتكب"ناه" في 1967 فقد هزم"نا" عبد الناصر و لكن"نا " لم "نـ"هزم الناصرية

السيد مالك الحزين يتصور أن حمل العربي للجواز الامريكي هو مبرر أخلاقي للتحول الكامل الى صف العدو و التحول الى حب إريل شارون و كراهية ياسر عرفات و أعتقد أنه مخطأ في هذا فحتى ديك تشيني لم ينس أن عجمي من أصل "عربي" بل أن تشيني يستهد بأراء عجمي الداعية الى التدخل العسكري في العراق بصفة أن عجمي من أصل عربي( و هو خبر نقله نبيل شرف الدين في ايلاف ذات يوم) و ليس بصفة أنه حامل للجنسية الامريكية كملايين الامريكيين من ذوي الاصول العربية و الاسيوية و الافريقية و الذين لم ينسوا أهلهم الاصليين في بلادهم و لا يستحون أن يعارضوا سياسات بلادهم الاستعمارية و اللاخلاقية ضد أهلهم الاصليين... و لما لا و هناك من الامريكيين من ذوي الاصول الاوروبية أنفسهم ممن يعارضون هذه السياسات اللاخلاقية و ليس مثل عجمي الذي يهمه الا يصاب جندي أوروبي أو أقريقي بسوء من جراء تفجير أهله الاصليين بالقنابل النووية...صحيح انه ليس في امريكا كنافة و لكن عجمي لن يعيه الحصول على انخاب الشامبانيا لتوزيعها على اصدقائه الصهاينة مع كل صاروخ ينهمر على رأس حي سكني عراقي أو فلسطيني و ما اكثرها و يا ليته يكتفي يتوزيع الانخاب، و ياليته لا يزايد على موقف ديك تشيني و رامسفيلد و يطالب المزيد من القنابل النووية على رؤوس العرب

الحصول على الجنسية الامريكية ليس مبررا اخلاقيا للخيانة فأي لاجئ قوارب يمكنه أن يحصل على هذه الجنسية في خمس دقائق أو حتى خمس سنوات، و لا أظنها كافية كي ينس الانسان نفسه و هويته و يندمج في مشروع.. يا ليته انسانيا ، بل هو من أسوأ و أحط المشاريع و أكثرها لا انسانية , ضد أهله و عشيرته الاصليين

هذا هو فؤاد عجمي الذي يصفه السيد مالك بالبروفيسور و الاكاديمي الكبير و يفاخر باستاذيته لكونداليزا و بكونه مستشار لاحد احط الادارات الامريكية في تاريخها