Array
عزيزي المنطق
ان الدليل الوحيد المقبول على ان القرآن من عند الله هو ان يكون "كامل". القول ان الكامل ارسل كتبا " ناقصا" هو قول غير سليم، فالكامل لايصدر عنه الا الكمال. وجود إعجازات منفردة هنا وهناك، وهو امر اشك فيه، ليس دليل على الكتاب إلهي، بل من المحتمل تماما ان يقوم الشيطان بحشرها للابهار.

وإدعاءك ان " السموات وارض كانتا رتقا ففتقناهما"، هو إعجاز " إلهي" امر مشكوك فيه تماما. من جهة لكون الشيطان ايضا يفترض انه عاصر فترة الخلق ويعلم كيف خلق الله الكون وبالتالي لاصعب عليه وصفه، ومن جهة ثانية لان العلم الذي تستشهد به لايقول على الاطلاق ان " السموات والارض كانتا رتقا". ان قول العلم ان الكون يتوسع لاعلاقة له بسماء وارض، من جهة لان الكون ليس هو السماء، فالسماء باللغة العربية التي اختار الله استخدامها على ثغراتها، لاتعني الكون، وانما كل ماعلى الارض في منطقة محددة وليس كل مايحيط بالارض. ومن جهة ثانية فالسماء "لاتنفتق عن الارض"، انها دائما فوقها، وبالتالي فتوسع الكون لاعلاقة له على الاطلاق بالتعبير القرآني..
ولكن هل حقا جاء القرآن بشئ جديد؟
ان الديانة السومرية والديانة الفرعونية هم اول من تكلم عن فصل السماء عن الارض، حيث تشير الديانتين الى ان الاله الرئيسي قام بفصل الهين عن بعضهم ليصبح احدهم السماء والثاني الارض...وهنا يمكنك الاطلاع عن اساطير الخلق عند الشعوب القديمة

وكما ترى، فإن مايدعيه مشعوذيي الاعجاز العلمي، لايكفي للقول بإلهية القرآن، عدا عن انه غير صحيح وممتلئ بالمغالطات الايديولوجية الغير محايدة...

إن الكمال وحده يمكن ان يكون دليلا مقبولا، ولايجوز تجزيئه
[/quote]

عذرا... ولكن يبدو إنك لم تقرأ ردي السابق كاملا أو أني لم أُحسن التعبير....

أولاً:
أنا لم أقل أن القرآن من عند الله أو إله الكون.... ولكن ما عنيته هو أن هناك إعجازاً علمياً وآخر لغوياً موجود في القرآن بغض النظر من أين جاء. و وجود الإعجاز في " السموات وارض كانتا رتقا ففتقناهما" ليس إدعائي بل كلام المتخصصين في اللغة، وربطها بالعلم هو كلام العلماء المختصين وبدمج الإثنين نتج الإعجاز.

ولن أدخل في إثبات وجود أي من الإعجازين .. أولا بسبب كبر حجم هذا الموضوع وثانياً لأني لست متخصصاً في ذلك ، ولكني بنيت وجهة نظري هذه على ما قرأته وما سمعته من المتخصصين وقد قرأت الكثير والكثير في تلك الموضوع وحكمت عقلي واقتنعت بذلك الجزئية.

بالطبع ليس لي خيار إلا أن أحترم عدم اقتناعك بوجود إعجاز في القرآن، وبالطبع هذا رأيك أنت ولك الحرية في ذلك... أما عني فأنا مقتنع جداً بأن هناك إعجاز حقيقي في القرآن ولا أستطيع أن يتقبل عقلي غير ذلك - وهذا لا يعني بأني أقول إنه من عند الله.

ثانياً:
ذكرتَ في تعليقك الثاني كلمة الشيطان!!!!
كيف تؤمن بوجود شيطان ولا تؤمن بوجود إله ؟؟
وكيف يمكن أن "يحشر" "الشيطان" (المعرف بـ ال) قصصاً في شي غير صحيح أصلاً ؟؟
ومن أين جئت بفكرة وجود شيطان أصلاً وأنت لا تؤمن بالكتاب الذي حدثك عنه في الأساس ، ولا بالأديان والأساطير التي تتحدث عنه؟؟
(عذراً) أرى في ذلك تناقضاً واضحاً ... أرجو أن تشرح لي ذلك..

قبل أن يؤمن المرء بشيء يجب أن يؤمن أولاً بمن حدثه به..

أرجو ألا تفهم كلامي خطأ ... وما أقوله ليس إلا ما أنا مقتنع به وفقط أعرض عليك وجهة نظري وكلٌ بعقله يعيش.

شكراً لحسن القراءة.


المنطق سيد العقل