تقول الوصلة التي أمدنا بها الزميل أوباما (أوصله الله الى البيت الابيض) مشكورا

Arrayتعتمد المجتمعات الحرة أيضاً على الحرية السياسية والاقتصادية على حد سواء.[/quote]

ثم تردف

Arrayهذا هو ما نؤمن به، أن الليبرالية الكلاسيكية فلسفة مناسبة لمجتمع الشرق الأوسط.[/quote]

هل في الشرق الاوسط كله دولة حرة؟

بل الانكى و أشد: هل هناك دولة بالمعنى الحديث؟

أم تجمعات بشرية ذات اقتصاد ريعي و طفيلي و تعيش بعقلية القبيلة و العشيرة و الطائفة و شيزوفرينيا "أصالة العقال و حداثة الشيفز ريجال"؟

هل يمكن حقا أن يكون الفرد حرا في هكذا كيانات هي نفسها تابعة و ينزل عليها قرارها السياسي من الأعالي الغربية؟
هو ممكن ان يكون حرا ان كانت الحرية هي تلك الخادعة و التي تكرس العبودية و الاضطهاد .. ها هم احرار بهذا المعنى في أمريكا لكن ها هم يدفعون رزمة انقاذ الازمة المالية لانقاذ الحيتان عوضا عن احتكار الحوتين للعبة السياسية ك"شركاء بزنس" على حد تعبير تشومسكي رضي الله عنه .. هل الحريات الفردية هي ان ارقص و اسكر و وو بينما الحفنة القابعة في الاعالي ترقص و تسكر بدمي و عرقي؟
اذن الحريات في الشرق الاوسط ستصطف الى جانب بقية معدات التجميل و الديكور التي تتزين بها تلك الانظمة اللقيطة فتطيل عمرها و تطيل عمر شكوانا منها. و لا غرابة ان مشروع الشرق الاوسط الكبير و الضغوط الامريكية حسنت من مساحة هذا النوع من الحريات هنا و هناك في الشرق الاوسط و سيأتي المزيد ما دامت حرية النظام في السلب و النهب و التبعية لن تمس.

و أرجو ألا يفهم من كلامي أني ضد الحرية و الحريات لكن رايي أن لكل مقام مقال و الامور تؤخذ في سياقاتها .. أين الحراك الاجتماعي الذي أفرز الحريات الليبرالية ؟ فهذا هو الاساس الذي أفرز الحريات و العلمانية و فصل السلطات و باقي نعم السوق التي نحلم بيها بكرة و عشية. بدون سوق و لا انتاج سنظل قاعدين على الارصفة و كلما ظهر نتاج فكري أو مادي في الغرب التقطناه و شمرنا عن سواعدنا لتسويقه .. يعني مثلما ننتقد التحديث بنقل "قشور" حضارة" نحن أيضا نمارسه .. و (و بعدها نتساءل لماذا هويتنا مبرقشة و مزركشة و تضرب الشيزوفرينيا اطنابها فيها).

شعوب الشرق الاوسط أغلبيتها الساحقة تعاني الفقر و الجهل و التدين و ووو فما نسبة من تؤرقهم الليبرالية أو الديمقراطية أو العلمانية أو كل هذه المفاهيم التي يرى الكاتب انها مناسبة للشرق الاوسط؟
حتى مانديلا سوريا "رياض الترك" حين اقتيد من المحكمة الى السجن كان في وداعه حفنة تعد على الاصابع!
و حركاتنا السياسية تلهث وراء الجماهير .و الجماهير بدورها كفرت بالساسة و طلقت السياسة و لا ينزلها الى الشوارع احتجاجا الا رغيف الخبز غالبا. فاين الحامل الاجتماعي للدعاوي الليبرالية و الديمقراطية و الموزمبيقية؟ أين الجماهير التي من مصلحتها تحقق هذا مطالب؟ أم أن الامر "ما في حدا لا تندهي .. ما فيه حدا"؟