أوباما..

تظل المسالة محيرة بعض الشيء. لأن علم الأنثروبولوجيا خاص بالانسان والأخير موصول بالأرض. وفي حكم الأنثروبولوجيا أن الأرض أمنا الميتة. و الانسان هو ايضا ميت. فالنهاية هي العدم تماما. هذا هو التفسير الأنثروبولوجي للحياة..

وحتى يموت الانسان و ينتهي عهده بأمه الأرض, تظل هناك سرمدية خاصة بالحياة طبقا لبداية فينوس مع الأرض و خروج القمر من الأرض و ابتعاده. أما الحتمية فهي العدم. اي أن مصيرنا جميعا مصير أمنا و ابنها الوحيد الذي سيبتعد حتى الغياب المطلق..

دعني أفسر رايي بحوادث الساعة. كل ما حدث و ما يحدث على الكوكب يخضع لذاكرة الانسان. و هذه الذاكرة لها تكوينها المادي داخل مخ الانسان. لكن ما أن ينتهي الانسان الا وتنتهي القصة أو التاريخ. مثلا قضة فلسطين ستظل تتوارث بين أفراد الأمة. فاذا انتهت تلك الأمة أو فنيت أو استعادت كل أرضها, والغيت كل تلك الكتاب ابان الثورة الفلسطينية ضد اليهود, فان المكان سيظل كما هو و لو حدثت أحدا هناك بعد فقدان التاريخ فان أحدا لن يعي ما تقول. فاين الحدث الذي طرأ على الأمة اذن؟

كأنه لم يحدث قط. و هذا يؤكد أمرا هاما للغاية. ان هناك أحداث كثر طرأت على بني البشر و لكن الأرض لا تذكرها لنا, كونها ماتت. و الانسان حين يموت وهذا مآله الحتمي, فان المسألة لن تزيد عن وجود كوكب اصم يدور حول نفسه و حول الأرض. و لهذا الكوكب و سيرورته مآل آخر وهو الفناء. اي أن شيئا لم يحدث على الاطلاق لأن شيئا فعلا لم يحدث..

راغب..