يا عم فضل أنا لا أطالب الأميركان بالحضور، لأنهم لا ينتظرون دعوة شخص غلبان مثلي، ولا يطلبون مني ولا منك الاذن بالدخول، لأنهم ـ كما تفضلت أنت ـ موجودون ولكني أدعو إلى التعامل مع الظرف الراهن ببراغماتية تقتضيها وتفرضها لغة السياسي ، لا أحلام الفنان، ولا مثالية الثائر، ولا طوباوية رجل الدين ، ومفاد هذه البراغماتية ما يلي بمنتهى الاختصار :

* أميركا ستضرب العراق، وتغير نظامه الحاكم
* سيكون هناك نظام ليبرالي على الطراز الغربي في العراق
* سيتهم البعض هذا النظام بالعمالة لأميركا، وهذه تهمة لن يتوقف حكام العراق الجديد أمامها كثيراً ، (تدري ليش) لأن كل الأنظمة العربية عميلة ومجانا، بينما هؤلاء سيكونون عملاء مقابل مستقبل ودولة حقيقية.
* سيتم تصدير هذا النموذج شرقا وغرباً (توابع الزلزال)، فتطرح على مستوى الشارع أسئلة من نوع ماذا كسب العراقيون وماذا خسروا ؟
* سيتضح ان العراقيين لم يخسروا شيئاً، فأي نظام محل نظام صدام لن يكون في استبداده ولصوصيته وعنتريته وغبائه السياسي، وعدد القتلى المحتملين في هكذا حرب لن يتجاوز ضحايا صدام وقصي وعدي وعلي الكيماوي في شهرين .
* سيربح العراقيون نظاماً متسقاً مع العالم ، غير معزول، وغير محاصر، وسيبيعون بترولهم، بدلا من تهريب عصابة صدام له ، وتوزيعه (كوبونات) على المرتزقة من صنف رغده ومحمد صبحي وأبو رجل مسلوخة.
* سينهض العراق، وتستنفر طاقات ابنائه ويستغلون ثرواتهم وقدراتهم، ويستنفرون مخزونهم الحضاري الهائل ليصنعوا مؤسسات مجتمع مدني حقيقية، وفي الآخر ماذا سيجني الأميركان ؟
* هل سيأخذون بترول العراق مجاناً ؟ .. هذا غير وارد، بل سيشترونه وفق أسعار السوق، وهو ما تفعله ابو ظبي وقطر والسعودية وام القيوين :)
* هل سيسرقون دجلة والفرات ؟
حسابات الربح والخسارة على المدى القريب والبعيد في صالح الشعب العراقي، لأن تجربة كهذه لن تسمح أميركا بفشلها، وستدعمها أميركا وأوروبا واليابان حتى تقف على أقدامها، واعتبره مشروع مارشال مصغر، كما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

هذا سيناريو وردي أحلم به وأتمناه، واعتبره يا سيدي (تفكير بالتمني)، وحتى لا نتبادل الاتهامات .. وتتحول الأمور إلى مشتمة ،أن تفنده بالعقل والموضوعية، وتراجع أي كلمة تشم منها رائحة الشتائم، وإلا ساتوقف عن المناقشة، لأني بصراحة صرت أكثر حساسية تجاه الملاسنات، كبرنا عليها يا فضل نحن رجال ناضجون فوق الأربعين، ولسنا مراهقين كهؤلاء الغلمان ..

اطرح لي يا فضل السيناريو الأسوأ من وجهة نظرك ، ودعنا نناقشه بهدوء، فقد طرحت أنا الخطوط العريضة للسيناريو الوردي الذي أتوقعه وأحلم به لعراق ما بعد صدام، الذي سينظر اليه العراقيون كما ينظر الروس الآن إلى ستالين، والحقيقية إنه لا فرق بين ستالين وصدام إلا أن ستالين صنع امبراطورية، بينما هدم صدام امبراطورية عربية كاملة، ولم يهدم العراق فقط.

أنا اتصور أن العراق سيكون أفضل وأجمل .. وسيتسع لكل العرب، ومن هنا تكون خطورته على الأنظمة القمعية والشمولية التي يلهث قادتها الآن لا لشئ إلا لأنهم يدركون مع مستشاريهم إن المد سيطالهم، وستبقى الشعوب.
سيصفون حاكم العراق القادم بأنه (كرزاي العراق)، ومالو :)، ومن هو الحاكم العربي الحالي الذي ليس كرزاي ؟

ألم تصبح أفغانستان أفضل الآن ؟
ألم تستقر الدولة، وتندمج في المجتمع الدولي، وما علينا في تفجير قنبلة هنا ، أو ضرب جندي هناك، هذه (حلاوة الروح) من قتيل يحتضر اسمه الأصولية الطالبانية التي تحولت من نظام حان حاكما إلى عصابة تضرب بلا وعي ، ولا هدف، ولا مستقبل، ولن تعود طالبان مرة أخرى للحكم ، الا إذا عاد هتلر من قبره المجهول إلى ألمانيا وانتخبه الألمان ، وهو المستحيل بعينه.

وتصبح على خير[/color]