هناك نقطة غائبة دوما عند الحديث عن أمثال هانى السباعى وأخوانه من جيل الصحوة المباركة وهى أن هؤلاء لم يظهروا للوجود فى غفلة من الزمن ولكن تحت سمع وبصر الحكومة المصرية وبرعايتها ويد المخابرات المركزية الأمريكية فوق أيديهم والسباعى وأمثاله كانوا أقرب للضحايا منهم للجناة فى هذا الفيلم الهابط وإذا أردنا أن ندين أحد فلندين الجميع وبالذات رؤوس الفتنة التى صنعت جيل الصحوة ثم بعد أن أنقلب السحر على الساحر تقمصوا دور الضحية.

الجماعات الأصولية اليوم أحد الأوراق الفاعلة على الساحة ومن الممكن بسبب حماقتها أن يكون لها دور إيجابى فى المنطقة على المدى البعيد

هل كان يتصور أحد أن تقع السعودية تحت كل هذا الضغط وتسوء العلاقة بينها وبين أمريكا وتصبح فى بؤرة الضوء ومثار حديث وسخرية العالم بدون أحداث سبتمبر?

فى عالم ماقبل أحداث سبتمبر كان الأثر التخريبى للسعودية مقتصر على محيطها الإقليمى ولذلك فلم يكن هذا الأثر محل إهتمام من أحد ولكن مع إنتقال هذا الأثر من المحلية للعالمية تغير الوضع وأصبحت السعودية تحت الميكروسكوب وواقعة تحت ضغط نفسى وإعلامى هائل وهو الشئ الكفيل بإحداث شروخ بها وبنظامها وجعلهم منشغلين بأنفسهم لإنقاذ مايمكن إنقاذه وبالتالى تحجيم دورها التخريبى بالمنطقة.

فى عالم ماقبل أحداث سبتمبر, حد عمره سمع عن إتجاهات معارضة أو علمانية بالسعودية? النهاردة أخبار هؤلاء تملأ وسائل الإعلام

فى عالم ماقبل أحداث سبتمبر, كم هجوما نفذته جماعات أصولية داخل السعودية? عدد محدود جدا ويتعلق أساسا بالقوات الأمريكية الموجودة بها لكن اليوم بندقية الأصوليين مصوبة تجاه رأس أل سعود وهو شئ إيجابى.

شئ مشابه حدث بمصر, إرتفاع صوت المعارضة والعلمانيين ووقوع الحكومة تحت ضغط خارجى هائل أدى لإضعافها وظهور حركات إحتجاج شعبية ومازالت بندقية الأصوليين موجهة نحو رأس مبارك تمارس عليه ضغط من جهة أخرى وهو أيضا شئ إيجابى وسيؤتى ثماره ولو بعد حين.