تغريب العقل و ترحيله جملة و تفصيلا الى عالم الخزعبلة و الاسطورة و الميتافيزيقا هو خير ضمانة لتعميته عن واقعه و ابقائه اداة اعادة انتاج لتخلفه و تخلف المجتمع المحيط و بذلك ينام الحاكم الطاغية قرير العين هانيها فلا من يعلم و لا من يسأل و لا من يرى و هؤلاء الابليسيون ينفذون الى مؤسسات المجتمع بعد تخرجهم للعمل على تنييل "بدلا من تنوير" الاجيال التي تليهم و هكذا ... يا دارة دوري فينا!

انتقاء ابليس المزواج "ضربة معلم" اذ أن ابليس هذا أعمل عقله و خرج عن القطيع .. و بالتالي أي طالب أو تلميذ يتجاوز الخط القاني و يخطر له أن يناقش أو يشغل دماغه فهو ملعون الى يوم الحساب .. و ربما الجغرافيا أيضا.

و بالمناسبة فان اعادة انتاج التخلف من ساحة "التعليم" تتعدى محتوى المناهج الى طرق التدريس نفسها و سائر التفاصيل كالقوانين و الادارة و معايير التعيين .. الخ و ذلك حتى تكتمل مؤامرة الهيمنة على العقول. فطرق التدريس نراها تعتمد "التلقين" أو " banking approach" اذ يكون دور الطالب كالمستودع الذي تلقى فيه المعلومات دون ان يكون له أي دور في تعلمه كالنقاش الحر و البحث و العمل ضمن مجموعات في الفصل "تتحاور" و تتبادل الافكار و وجهات النظر المختلفة. الدور فقط للمعلم و كلما زاد هذا في حشو المستودع و كلما اجاد التلميذ البصم و الببغاواتية كلما نال كلاهما التقدير. باولو فرير احد فلاسفة "النظرية النقدية" كتب بشكل رائع في تشريح التعليم السلطوي التقليدي و له دراسة بعنوان Pedagogy of the Oppressed

لمن يحب الاستزادة:

http://www.marxists.org/subject/education/...dagogy/ch01.htm


(f)