بالرغم من انني اتفق مع الخط العام للموضوع، الا انه جرى صياغته بطريقة تؤدي الى سوء الفهم. ان العولمة ليست " برنامجا" جرى اعداده بصورة واعية من قبل مجموعة دول ذكية، وانما هي ظروف خلقها التطور العام للتكنولوجيا والتحولات السياسية اصبحت تتطلب سرعة تلائم معها.
عندما تقوم الشركات بالتلائم السريع مع الظروف الجديدة التي خلقتها التحولات العاصفة في تكنولوجيا الاتصالات وسقوط الحرب الباردة، يصبح من واجب السياسيين المسارعة للتلائم مع هذه التحولات، وخلق ظروف تسمح لهم بالاستمرار بالبقاء في المقدمة. ان عدم المسارعة للتلائم مع التغييرات الجديدة " الحتمية" يعني ان التغييرات ستمر من فوقنا، ولذلك فليس هناك خيارات، وليس هناك مؤامرة، وليس هناك " هدف" يمكن ان نعتقد منه ان التغييرات قضية واعية، قابلة للقبول او الرفض.

ان من لايريد ان يتلائم وينظم الامور بحيث يستغل التغييرات بأفضل الاشكال، يختار بنفسه ان يبقى على طرف، لينضم في المستقبل الى مجموعة طالبي الصدقات، مكتفيا بتبرير فشله التاريخي بأنهم يستغلوه وان الكبار استثنوه، والى نهاية هذه العبارات الممجوجة