لدي قريب أحبه كثيرا و هو بنفس عمري تقريبا غالبا كنا نلتقي في العطلة الصيفية كونه مولود و يعيش في فرنسا .. كنا صغارا و أتذكر كان هو يهوى الطائرات منذ صغره فكانت العابه كلها طائرات حتى العاب الفيديو كانت عن الطائرات في نفس الوقت الذي كنت انا العب بالسيارات و اجمع كل انواعها و حتى أقوم برسمها و تصميمها ....

مرت السنين و كبرنا و كبر قريبي و انهى دراسة ما يحب و هو هندسة الطيران و أصبح فيما بعد كابتن طيار على أحدى خطوط الطيران المرموقة

مرت السنين و كبرنا و كبرت أنا ايضا و أنهيت دراسة ما قدر الله و ماشاء فعل لانه في عالمنا العربي الحبيب بعد تبصيمك لمادة القومية العربية و غسيل دماغك بالحب و الولاء للقائد المفدى فان ما ستدرسه لاحقا و ما ترغب حقا في أن تكون هو أخر ما يهم

المهم هنا بدون طول حديث توجد مسألة غاية في الأهمية و هي : اين أحلامنا و طموحاتنا و ما نرغب في ان نكون خصوصا أذا كنا نملك الموهبة في شيئ معين في ظل حياتنا في مجتمعات تقتل الأبداع و حيث خيارات مستقبلنا محددة سلفا في مجالات محدودة معدودة على الأصابع

اين مستقبل الموهوبين بالرياضيات او الفيزياء غير طمرهم في أحدى المدارس مع راتب لا يكفي مصروف فواتير الماء و الكهرباء
اين مستقبل الموهوبين في مجال الموسيقى أو الرسم أو التمثيل أو الأخراج و كليات هذه المجالات لا تستقبل سوى ذوي الواسطات هذا اذا افترضنا أن الموهوب أو الموهبة قد نجوا من معارضة اهلهم أساسا كون البابا و الماما يريدون .. طبيبا أو مهندسة بحكم العادة و التقاليد

ماذا يفعل من يحب الطيران أو سباق السيارات أو الدراجات من صغره ؟؟... يعني مثلا ما هي نوع السخرية و النقد الذي سيلقاه طفل في الثامنة من العمر و هو يخبر أحدا عن حبه للسيارات و عن رغبته في أن يصبح بطلا في أحدى رياضات السيارات ... مثلا يعني؟؟

أنا الان أدير عملي الخاص و سعيد بحياتي بعد سلسلة طويلة من الوظائف و المجالات التي أجبرت على أختيارها في مسقط رأسي الحبيب و لم تسنح لي فرصة حقيقية الا في ما يسمى بلاد الغرب الكافر و لكن لو أستطعت اعادة الزمن للوراء في ظل وجودي في بلاد المغترب فبلا شك سألاحق ما أحب و ما كنت أحلم به ... في كل الأحوال أنا سعيد لمجرد فكرة ان أبني او أبنتي في المستقبل ستحظى بفرصة للأختيار التي لم أنلها انا


أنا متأكد أنه يوجد الكثير من الزملاء هنا ممن كانت لديهم مواهب و احلام في كون شيئ معين و لم تتحقق أيضا