المحترمون فضل ومالك الحزين .. والعلماني الذي قال "غيابه" الكثير مما لا يمكن سماعه في هذا الصخب،
وبعد السلام
.
.
أخشى أن معظم ما كتب أعلاه لا يزيد عن ردود أفعال صدرت عن "النخاع الشوكي" الذي تضخم لدينا على حساب باقي الجملة العصبية وكاد يأتي الدماغ برمته.
ولنر إلى رجل يمشى الهوينى وهو يصفر واضعا يديه في جيوبه ورافعا رأسه يتأمل قطعان الخراف البيضاء التي تعبر السماء.. ولنتابعه وهو يتلقى، على غفلة منه، صفعة شديدة تذهله وتخل بتوازنه. هذه اللحظة التالية للصفعة، التي يعيشها هذا "الهوينى" ، هي بالذات "اللحظة" التي نعيشها اليوم كـ"أفراد قطيع" لم يرتقوا بعد إلى مصاف "مشروع مواطن".
ومن نافل القول ، فالكل يعلم، أن بداية هذه اللحظة كانت مع أول احتكاك مباشر لنا بالعصر الذي يحيط بنا ويتوغل فينا، بالرغم عنا(؟) . وأننا سنستمر في "عيش" هذه اللحظة إلى سنوات قادمة طويلة، قبل أن نستعيد توازننا.. ولعلكم، أنتم الثلاثة، متفقون في ذلك (سرا أم ؟..:) ..) ، وأتفق معكم. لكن المحترمين فضل ومالك "يصران" على الاختلاف في مسرحية "هزلية" يطل علينا المشاركون فيها ، جميعا وكلا بدوره ، فيضرب بقبضته على صدره (طرزان ؟ ..:) ..) وهو يصرخ: انظروا إلي!.. ما أقواني وقد استعدت توازني !.. وما أذكاني وأنا أخطط لرد المعتدي!.. ثم يخرج مهرولا متوعدا باجتراح "العجائب" !..
في ظني أنهم ، أصحاب المسرحية، وسواء صفت النيات أم عكرت، يمارسون لعبة "استمناء" على واقع قبيح. وإذا كان صحيحا أننا نحتاج إلى التلويح بالذراعين اثر تلقي الصفعة ، فليس من الصحيح أن "تسويق" المحترمين فضل ومالك، بهذه الطريقة "العصبية"، لهذا الرأي أو ذاك ، ضد الاحتلال الأمريكي أو معه، يمكن أن يعين على استعادة التوازن أو حماية الوجه. يتوجب الاعتراف أن "المشهد" يحيطه الكثير من الغبار ولا تزال العين غائمة، وأن العقل "العربي" ليس مؤهلا بعد لفهم ما يجري .
.
.
ولقد أحسن المحترم العلماني حين بقي بعيدا عن هذه المعركة "الوهمية".. ولا أعرف ما إذا كان يشحذ أسلحته لخوضها ... ولا أنصحه ..:).

بالنسبة لي هي تلك القشة التي قصمت ظهر البعير ؛ فبعد خيبة أمل كبيرة، جاءت من جهة لم تخطر في بالي يوما، بينت لي أن أقرب الناس إليك، والمثقف بشكل خاص، قد لا يكون إلا منافقا من طراز فريد يجعل الماء يسري باردا في ظهرك حين تكتشف أنك لم تكن له إلا "شيئا" في ذاته لا "إنسانا" لذاته !
.. جاءت هذه "الحكاية" بين المحترمين فضل ومالك ، وهما من بين من أحرص على القراءة لهم، لتؤكد لي أن الحوار العربي لا يزيد، في أحسن أحواله، عن "قعقعة".. وأن قد آن وقت سكب الرصاص في الأذنين تجنبا للصداع .
شكرا لهما.

سلام !