جيش حليمه
الأعاشه - و-المعدات
الأعاشه داخل الجيش المصري , حاجه تكسف , ولا الشحاتين حتي , أهانه وامتهان لكرامة الجندي اللي بيفقد ما بين 26 -- إلي 40 شهر (وربما أكثر إذا فقد دفعه - يعني 6 شهور كمان ) من عمره بلا مقابل , وحتي أبسط ظروف الأعاشه , من طعام ومسكن لائق لا يتم توفيرها , وإذا تبرمت من الوضع وصرحت بالشكوي يبقي انت عيل فرفور من بتوع مامي ودادي , والجميع بياكل بالجزمه وهو ساكت , والكلام عن نظافة الطعام وكيف يتم طبخه , بيصيبني بالأشمئزاز وبقرف من نفسي كل ما افتكر اني كنت آكل هذا الطعام لمدة عامين , وهناك صنفين من الطعام وكانوا متواجدين بصفه مستمره علي قائمة الطعام الاسبوعيه وهما الملوخيه والبذنجان , وطريقة طهوهم كالتالي
-- الملوخيه , تفرغ من الأكياس المجمده وتوضع في حله ضخمه ويوضع عليها ماء وملح وقليل جدا من السمن (النباتي طبعا ) وعدد 2 بصله متوسطة الحجم , ولو حظنا كويس يبقي فيه لحمه تتعمل علي الشوربه بتاعتها , لو حظنا هباب يبقي هتاكلها بمرقة دجاج مجففه ( احذر انك تفكر انها ماجي ) من انتاج القوات المسلحه ولما شفتها ايقنت انها مش مرقة دجاج وانما مسحوق الصراصير مجفف .
-- البذنجان (الطبخه السوده) البذنجان يقطع كيفما اتفق , ويوضع مع الماء والملح علي النار وقليل من السمن و2 بصله متوسطة الحجم وبدون لحم او دجاج او حتي شوربة صراصير , وهذا الخليط جربناه مع كلب رفض أن يأكله
بالنسبه لـ اللواء (##) مدفعيه كان الأمر أكثر من مأساوي
-- لا يوجد في الوحده ماء سواء للشرب أو النظافه , علي الرغم من اننا نبعد عن مدينة الاسماعيليه 40كم فقط , ويتم تزويد الوحده بالماء عن طريق سيارة فنطاس مياه وهي سيارة روسيه (زيل130) من بقايا صفقة الأسلحة التشيكيه التي ابرمها عبدالناصر عام 1956 , وطبعا كانت دائمة الأعطال وفي حالة تعطلها كل واحد يروح واخد جركن ويطلع علي كتيبة دفاع جوي تبعد عنا 500 متر يملاه من هناك عشان يستحمي ويشرب
--لا توجد ايضا كهرباء , وانما ماكينة توليد كهرباء تعمل 6 ساعات فقط من بعد مغيب الشمس
--عنابر الإيواء يحتلها ضباط الصف وكذلك الخزانات (جمع دولاب) الشخصيه ويضعون فيها حلل واوني طبخ ويأخذون حصتهم من الطعام ناشف ويطبخوه بمعرفتهم وبالتالي يستأثرون بكل المحسنات التي يصرفها الجيش للطعام كالصلصه والسمن والطاطم والبصل والثوم وكل ما يجعل الطعام صالحا للأكل , ويتعمدون سياسه خبيثه في ابعاد الجنود عن العنبر , فإذا حظيت بساعتين راحه في اليوم من الخدمات والطوابير والعمل وحاولت ترتاح في العنبر , تلاقي صف ظابط قام وقعد يشتغل فيك اجمع يا عسكري قدام العنبر , اجمع اعقاب السجاير (مع اني مبشربش سجاير ) بعد ما أخلص جمع اعقاب السجاير , ينادي لي ويبعتني انضف دورة المياه , وبعد ما اخلصها , روح املأ جراكن المياه من الفنطاس واسقي الزرع( شوية صبار علي نباتات متسلقه ) المهم بدل ما انا جاي ارتاح ساعتين في العنبر , اقلاقي نفسي برضه شغال ,وقد حقق اسلوبهم الخبيث هذا نجاحا باهرا , فأصبحت الجنود لا تقترب من العنبر مما يمنحهم الفرصه للجلوس براحتهم واعداد الطعام بمزاج واللي عنده ساعتين راحه من بعد الغدا وحتي طابور الهتاف (طابور توزيع الخدمه ) تلاقيه راح تحت دبابه ونام علي الأرض , أو دخل جوه برميل في محطة الوقود ,أو طلع علي سطح مخزن , بأختصار كان حالنا اسوأ من حال سكان مخيمات الكوارث , علي الأقل اللي قاعد في مخيم عارف له خيمه تقيه شمس الصيف وبرد الشتاء , بينما في اللواء (##) ممكن ترفع صخره تلاقي عسكري نايم تحتها مثل السحليه , او داخل جحر ثعلب , والموضوع ده كان بياخد في كتيبه 208 بعد فانتازي , باختصار , هذه الكتيبه كانت في حالة طوارئ طوال العام وطوال اليوم في شغل والجندي الخالي من الخدمه لابد ان يتواجد في ارض الكتيبه ومن هناك تخرج افكار غاية في الغرابه , يعني في مره معدي من هناك ساعة القايلة في عز الصيف لقيتهم جامعين العساكر وبيعموا كنرات , ايوه كنرات ( متعرفوش كنرات) دي يا سيدي اشكال هندسيه ( دائره , مثلث , شبه منحرف , متوزي اضلاع ... الخ) تنفذ باستخدام الرمال وذلك بجمع الرمال من اليمين اليسار وعمل ساتر ترابي بارتفاع 25 سم في المتوسط ويأخذ هذا الساتر شكل هندسي ثم يجمع بعد ذلك الظلط ويرص علي اعلي الساتر من فوق وكل ذلك يقوم بعمله الجنود وهم جالسين علي الأرض الملتهبه ومستخدمين قطع صغيرة من الخشب لأزاحة الرمال وتجميعها :roll:
, وفي الصباح وبعد طابور اللياقه , يذهب الجنود بالكامل لتناول الأفطار ما عدا جنود الكتيبه 208 يقومون بجوله في ارض المعسكر لجمع فضلات الكلاب الضاله قبل تناول الأفطار ( فتح شهيه):lol: , هذا غير تنظيف الدبابات والمركبات من التراب يوميا , يعني دبابه أو سيارة بيجاسو حربيه واقفه في الصحراء يتم يوميا مسح التراب عنها ولكم ان تتخيلوا كمية العبث في هكذا عمل , وفي يوم كان فيه عسكري اسمه وليد وعشان كان بدين جدا كنا بنقول له عبود ( عبود علي الحدود) ومحدش كان يعرف اسم وليد إلا زملائه في الكتيبه , المهم عبود او وليد كان قاعد في الكتيبه 207 بيشتكي همه لواحد بلدياته
وااااااه يا محمه (محمد) يا ود عمي , انا شكلي مش هنطلع من الجيش حي حاسس اننا هندفن هنا , وااااااااه يا محمه ( اصله صعيدي من اسيوط) من وسط الديش (الجيش) وقعنا في الديش التاني ومن وسط الديش التاني وقعنا في لواء اسماعين ياسين ومن وسط اللوا التايه ابن الكلب ده وقعت يا محمه في كتيبة يهود , يهود يا محمه من يهود خيبر اللي عيقولوا عليهم .
واثناء بوحه بمكنون صدره سمعه احد ضباط الصف ونقل ما قاله لقائد كتيبه 208 الرائد هاني ( كان في الصاعقه ونقل منها الي المدفعيه وعزل من رتبة مقدم إلي رتبة رائد بسبب اعتدائه بالضرب كاد أن يؤدي إلي قتل احد الجنود) ولم يقم الرائد هاني بمعالجة الأمر داخل الكتيبه بل اراد أن يعاقب الجندي عبود علي ما قاله في طابور الصباح امام كل جنود المعسكر , ووقف نافخا اوداجه ومزهوا بنفسه ونادي صفا وانتباه علي الكتيبه بعد ان أخذ التمام , ثم غدا وراح متطوسا امام الكتيبه واخذ يلقي خطابا عن أن الكتيبه 208 افضل كتيبة مدفعيه في الجيش الثاني , الرجاله .. الوحوش (صارخا) ولف وادار حول نفسه ثم قال , لكن فيه في وسطكم خاين , ميستحقش انه يكون جندي في الكتيبه 208 , ميستحقش انه يكون مصري , هو عار علينا , ثم صرخ جندي عبود , اطلع قدام الكتيبه , الولد طلع مذهول ومش عارف يتلم علي بعضه , فقال له انت قلت علي الكتيبه 208 كتيبة يهود .
عبود اتلجلج وخاف وبقي مش عارف يرد , فكرر علي السؤال مرة تانيه وبنغمة اكثر بطء وإصرار , فقال عبود , والله العظيم ما قلت يا فندم وحياة اخواتي ما قلت , مش انا اللي قلت , فسأله مين اللي قال , قولي يا عبود متخافش مين اللي قال , فرد عبود اللواء كله بيقول عليها كتيبة يهود , ( واراد ان يلمع نفسه أكثر ويشي بما يعرفه ) فقال وعارف كمان اللواء كله بيقول عليك يا فندم ايهود باراك , طبعا بعد الإجابه دي الناس كلها سخسخت علي روحها من الضحك ووش الرائد هاني بقي زي وش دراكولا وقعد يصرخ ويسب وشد عبود من هدومه وضربه وقعه علي الأرض وقعد يرفس فيه لغاية لما ضمه علي طابور السجن .
وطبعا الترفيه الوحيد في الوحده العسكريه هو تليفزيون الكانتين وطاولة بنج بونج , واياك ان تحدثك نفسك بالسوء وتظن ان هناك قنوات فضائيه , مكنش فيه غير القنوات المحليه 1,2,4 وطاولة البنج بونج عليك ان تنتظر في طابور طويل من اجل ان تلعب جيم واذا حضر ضباط الصف فسيأخذون المضارب ويلعبون بمفردهم ولا يسمح لأي جندي بالأقتراب من الطاول والأشتراك في اللعب
|