حسب نظريات الجودة اليابانية في علوم التصنيع و إدارة المصانع .... لو كل شخص في المصنع أهتم بعمله و أداه بأكمل وجه لما أحتجنا إلى نظام مراقبة جودة .....

المغزى من كلامي هو ..... كل شخص ينظر إلى حدود عمله و يحاول أن يصلح العالم من خلال عمله أو مواهبه و يركز على أتقانها .... فهنا سيحصل التغيير للأفضل .

مثال ...... الكثير من أصدقائي يعيبون على سلبيتي السياسية ( بل وتصل إلى أني حكومي و مهادن للحكومة ) و عدم معرفتي بما يدور في الشارع من أحداث و مظاهرات و اعتصامات و أنا لا أريد أن تتحسن أوضاعنا و اني لست بفعال في الأنشطة السياسية و الندوات التي تعري الوضع السئ الذي نعيشه في البحرين . كلامهم صحيح نوعا ما لأننا فعلا نعيش وضعا سيئا . لكن مقاومتي لهذا الوضع تكمن من خلال تركيزي على عملي . أعمل كمدرس في مؤسسة تعليم عالي تقدم خدماتها بكثرة لفئة كبيرة من الشعب البحريني و خصوصا الطائفة الشيعية حيث يشكلون ما نسبته 90 % من الطلاب . و هذا القبول سببه أن المؤسسة التعليمية تقدم خدماتها شبه مجانية و أنها الملاذ الأخير للبحارنة و خصوصا بعد فشلهم في الدخول للجامعة الوطنية الحكومية .
عموما أنا أحاول تغيير الأوضاع من خلال محو الجهل الذي غرسه فيهم المجتمع من جهة و الأحزاب السياسية المعارضة من جهة أخرى . يعني كمثال .... الكثير منهم يؤمنون بأن لا أهمية للدراسة لأن البلد ليس فيها أشغال و التمييز و الطائفية تنخر في البلد و أن البطالة الأكيدة هي مصيرهم (( و الكلام شبه صحيح )) . لذا يبداون بنقل هذه الصورة التي تعلموها من المجتمع و من المعارضة الغبية التي لا تعرف كوعها من بوعها لأقرانهم لتنتشر بين الشباب البحراني أساسا بشكل كبير . و النتيجة كثرة التسرب من التعليم و الرضا بأي وظيفة دون مستوياتهم التعليمية ، و تبدأ معاناتهم الحياتية مع الغلاء الفاحش الذي سببه القوانين الحكومية الغبية . وظيفتي هنا أن أمحو الجهل المترسب هذا بينهم كمدرس و أحثهم على طلب العلم . لأن العلم و الشهادة و الذكاء هما سلاحاك في هذه الحياة . و أنه إن لم تكن لديه هذه الأسلحة فإن مطالبته بوظيفة أحسن و معارضته للتمييز و الطائفية ضده كشيعي ستفقد الكثير من مصداقيتها من باب (( فاقد الشئ لا يعطيه )) .

لو أن كل شخص أهتم بوظيفته في الحياة (( يعني المدرس أدى واجبه على أكمل و جه و الطالب أدى وظيفته كطالب للعلم و الطبيب مارس مهنته بكل أمانة )) بدلا من أن نرى طلبة شباب في الثانوية يخرجون في مظاهرات ضد قانون الأحوال الشخصية و مرة ضد العلمانية و مدرس جامعي يمارس مهنته السياسية أكثر من مهنته الأكاديمية و غيرهم . لرأينا تغييرا في أوضاعنا .

(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

تحياتي