hany78
عضو متقدم
المشاركات: 339
الانضمام: Oct 2007
|
وفاة الراهبة ايمانويل بعد حياة مكرسة لخدمة الفقراء
قضايا و اراء
44530 السنة 133-العدد 2008 نوفمبر 6 8 من ذى القعدة 1429 هـ الخميس
الراهبة إيمانويل.. مائة عام من الحب!
بقلم : عائشة عبدالغفار
احتلت مؤخرا صور الراهبة إيمانويل أغلفة المجلات الفرنسية والبلجيكية, وتناول الاعلام الغربي والعربي نشاطها في مصر علي مدي عشرين عاما متواصلة من أجل رعاية المصابين بالجذام والارتقاء بمعيشة الطبقة المطحونة من الفقراء بمجمع الزبالين بعزبة النخل بالمطرية والدعوة لتطوير وتنقية العشوائيات بمصر من خلال دفع الاستثمارات في مجالات الخدمات والبنية التحتية, وتنبيه العالم ومصادر التمويل الدولية الي أهمية النهوض بأحياء الزبالين لتحويل هذه المناطق إلي خليات نحل ذات مردود اجتماعي وبيئي لانتشال الفين وخمسمائة عائلة مصرية من الفقر المدقع ومن الدنية الاجتماعية.. وإعفاء الحكومة من هذا العبء الخطير, وإدخال السعادة الي قلوب مجتمع جامعي القمامة مسلمين ومسيحيين علي قدم المساواة.
وتبدأ القصة الحقيقية عندما فتحت الراهبة ايمانويل بابا ضخما من التعاون مع الدكتور منير نعمة الله مؤسس شركة نوعية البيئة الدولية عام1981, وصاحب مبادرة التنمية المستدامة بواحة سيوة, والذي ظل جنديا مجهولا في مساندة رسالة الراهبة إيمانويل صديقة الفقراء التي عاشت في كوخ علي مقربة من مشروع طموح استهدف تحويل روث الحيوانات الي سماد عضوي لتنصهر إيمانويل انصهارا إنسانيا مع سكان المنطقة وتكفل لهم الرعاية اللازمة والنصائح الصائبة, ولتعلمهم ان الله هو الذي يختار للانسان طرقا مختلفة الي جانب أهمية تبادل الاحترام بين أصحاب الأديان المختلفة ولترسي معاني التسامح والمحبة.
لم تتردد الأخت إيمانويل في محطتها الثانية بمصر بعد ذلك في التوجه الي نيويورك مع ابنها الروحي خبير البيئة الدولي الدكتور منير نعمة الله وتقنع البنك الدولي بلباقة شديدة بأهمية الاهتمام بحي منشية ناصر ليري مشروع التنمية الحضارية الأول النور بمنطقة المقطم.. عقب ان شرحت أهمية مصر بالنسبة للانسانية, وتحدثت باسم مصر وطبقة جامعي القمامة, وليسجل البرنامج التنموي البيئي لجامعي القمامة نجاحا ضخما خلال قمة الأرض بـ ريو بالبرازيل عام1992. وعندما حلمت بالحصول علي الجنسية المصرية أهداءها اليها الرئيس مبارك عام1991 تقديرا لجهودها في تطوير حياة الفقراء في المناطق العشوائية.
ثم جاءت مشاركة السيدة سوزان مبارك في التكريم الوطني الذي منحته لها فرنسا خلال القداس الذي أقيم علي روحها بكاتدرائية نوتردام التاريخية كإماءة حضارية عظيمة وعرفانا بالجميل للراهبة التي أخرجت مجتمع جامعي القمامة من الظلمات الي النور من خلال تأسيس ركيزة من الصناعات الصغيرة في المناطق العشوائية, وتقديرا للراهبة ايمانويل التي أطلقت الشرارة الأولي لعمل اجتماعي مهم أثبت أن التفاعل بين الحضارات عنصر مهم في مجال التنمية البشرية, وان الكوكب بأكمله مسئول ومعني بالقضايا المتعثرة, وان الحل يأتي بمساندة المجتمع المدني العالمي.
لقد تركت الراهبة ايمانويل برحيلها ميراثا ضخما من خلال قصة حب مدوية مع فقراء العالم, الي الحد الذي طرح خلال القداس الذي أقيم علي روحها قضية عدم التوازن الذي يسود عالمنا.
عظيمة انت ايتها الراهبة إيمانويل التي تهدينا معاني خالدة وسامية في زمن تفجر مجتمعات تعيسة الغاما من الحقد والتخلف والتراجع الحضاري والعنف.!
|
|
11-06-2008, 11:45 AM |
|