Array
لابد من الإقرار بالحق. لم أجد في خلال تجاربي الفائتة تأثير للمنتديات الحوارية مثلما رأيت في تأثير نادي الفكر هنا. كثيرا ما حاورت الناس في صحة المسيحية و كان الحوار تحصيل حاصل و وجدت أحيانا أني أناطح الهواء و لا حياة لمن تنادي. لكن في نادي الفكر هنا الأمر يختلف بشكل مذهل. شاهدت الأخ EBLA و هو يكتب بمسيحية صلبة و يدافع بإيمان صلب عن إيمانه المسيحي و تدريجيا وجدت مع الوقت يميل أكثر إلى اللا دينية. ذات يوم قرأت له مقولة يتفاعل فيها في موضوع قائلا إنه "حقا بدأ يميل لما قاله لوجيكال بأن الإيمان ليس فضيلة و الشك ليس خطية". كنت أظنه يمزح و لكن فعلا بدأ الإنحدار-من وجهة نظري كمؤمن- إلى عالم اللا دينية، و لربما كان هذا صعودا و ارتقاءا له. الأمر يتوقف على المشاهد.
و هذا صديقي "مسلم عربي" الذي كثيرا ما لفت إسمه نظري بأنه "مسلم" أولا و عربي ثانيا. و كأنه يجيب على معضلتي: هل أنا مسيحي أولا أم عربي أولا أم إنسان أولا؟! طبعا لفت نظري خفة دمه و هوادته الهينة في المرح و اللطف و الأدب و شعرت و كأني أعرفه من فترة. طبعا لاحظت تحمسه لدينه و كنت أضحك و هو يكتب ردا على الزميل بابلي: سلام المحمد اللي هو فوق اليسوع.:lol:قلت لا أملك إلا أن أحترم الرجل على غيرته على دينه و تمسكه بمبادئه. ثم غاب صديقي "مسلم عربي" و كأنه حدث له اختطاف روحاني للسماء التاسعة:Dو عاد بعدها شخصية مختلفة تماما. عاد بإسم جديد و هو CANADIAN و على أرض جديدة و سماء جديدة و طبعا لم يكن المكان أورشليم السمائية بل الإنسانية الجديدة العارجة بين الإسلام و الإلحاد. أتابعه من بعد و هو يكتب. يكتب بشكل راقي كثيرا و يدافع عن العقل لكنه-بحسب فهمي- فقد الإيمان.
ما سر نادي الفكر؟
ألعل الجان فيه يعملون أناء الليل و أطراف النهار لصرف الناس عن الإيمان؟
ما سر قوة نادي الفكر هنا في تحويل الناس من ساحة الإيمان إلى جادة الإلحاد أو اللا دينية؟
قلت لزوجتي بحماسة فيها شيء من العصبية أني متضايق لأن ُ"إبلا" ترك المسيحية تدريجيا رويدا رويدا أمام عيني و لا شيء في استطاعتي لإقناعه. لكن لابد أن لكل من إبلا و الأخ مسلم عربي تجاربهم الشخصية مع الإيمان و أن هذا التدريج وراءه قصة تستحق الإحترام لأنها تخص صاحبها و لأنها وراءها محطات المعاناة الإنسانية.
ماذا يحدث؟
و ياترى فيه حد غيركوا ألحد؟:devil::lol:
[/quote]


:thumbup:
:kiss2: