أوباما لم يستفز أحدا و من المستبعد أن يكون الهدف الرئيس من تعيينه لراهم هو مجرد إرسال رسالة. فتاريخ الرجل في العمل السياسي يشهد له بكفاءة عالية تجعل من المنطقي وجوده في منصب حساس كسكرتير البيت الأبيض. و لكن التساؤل هنا هو عن تداعيات تعيين رجل بخلفيته المتعصبة لإسرائيل على سياسات أوباما حيال الشرق الأوسط، خاصة أن أوباما سينصب اهتمامه بالدرجة الأولى على إيجاد حلول للأزمة الإقتصادية الحالية التي قد تستغرقه كل فترة حكمه اﻷولى و الثانية إذا نجح في الفوز بها ... مما يجعل الشرق الأوسط ثانويا في اهتماماته و قد يتولى الإشراف و التنسيق فيه شخص آخر و ستمر سلسلة اتخاذ القرارت حتما عبر راهم.

و بالنهاية ... اﻷسلوب الخطابي ﻷوباما و التغيير النوعي الذي أوحى بأنه سيجعل منه عنوانا لحكمه لا يعدو كونه أسلوبا تسويقيا جديدا لسياسات قديمة. فأوباما لم ينزل من السماء بل هو مرشح من مؤسسة سياسية جذورها ضاربة في نظام متشابك لتبادل المصالح و الشركات الكبرى هي من حرفاءه الرئيسيين. عدا أنه ليس له رصيد سياسي أو ثقل من أي نوع كان ليقايض به تمرير قراراته "الثورية".