عزيزي الفاروميو

نبوات الكتاب المقدس ثابتة في كل عصر وزمان .. فليس من جديد اتى به الانجيلييون ..

كل ماهنالك ، ان هؤلاء اهتموا اكثر من غيرهم بدراسة علامات الازمنة الاخيرة وفي عصر ساعد في نشر المعرفة وتزايدها بسرعة مذهلة ..

هنالك فريق من الانجيليين الاحرار تتطرف في التفسير الحرفي لبعض ماجاء في الكتاب المقدس مما قاده الى اخضاع الارادة ل " خطة الله " مع شعب اسرائيل فكرس القوة والمال في تنفيذ مايعتقد انه اتمام لمشيئة الله ..

وعندي ان هؤلاء المتطرفين شلة من السذج فقدوا الرؤيا الحقيقية لرسالة الانجيل وصبوا كل همهم على مايتعلق في الكتاب المقدس باسرائيل ، العودة الى فلسطين ، بناء الهيكل ، مجيء المسيح ..

انا ممن يهوون دراسة النبوات في الكتاب المقدس واطوب من يفعلون هذا الامر لان فيه افادة روحية جمة

"وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم"

غير ان استنتاج التفاصيل الدقيقة وبناء عقائد وتعاليم على اساس مايستنتج ثم تكريس الحياة من اجل تحقيق الاهداف التي وضعها الانسان لنفسة بحجة تنفيذ مخططات الله هو امر خطير ..

في حياتي وخدمتي المسيحية قابلت الكثير من هؤلاء المتطرفين لاسرائيل وفي كل مرة يلقى علي السؤال " ماهو موقفك من شعب الله اسرائيل " ويتم تقييمي بحسب الرد .. ولاسيما انني من اصول سورية ..


Arrayكلامك فيه نظر خصوصا بالنسبة لشعب اسرائيل الذي ارى ان العهد القديم قال بالفعل انهم سيستبدلوا بغيرهم بل واستدل المسيح بهذا كنبوؤة حينما قال بوضوح
Mt:21:43ى لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. (SVD)[/quote]

كلام حق ..

لكن هذا الكلام لاينفي تعاملات الله ومقاصده مع شعب اسرائيل في الازمنة الاخيرة ، وليس ثمة مايدل في الكتاب المقدس على ان الله رفض هذا الشعب للابد او حرمه الملكوت والحياة الابدية .. بل الكتاب يشيد بفضلهم في دخول الامم الى نعمة المسيح .. غير انهم لايفضلون على غيرهم من ناحية الخلاص ومن لايقبل المسيح ربا ومخلصا يهلك ، يهوديا كان ام تتريا .. على غير مايؤمن به المتطرفون ، ان اليهود يخلصون لان اصلهم مقدس ، وهذا خطأ بدليل ان الرسول بولس نفسه تمنى لو انه حرم من نعمة الله لينالها الاسرائيلييون ، كما انه خاطر بحياته للتوصيل خلاص المسيح اليهم .. فما حاجته الى ذلك لو كانوا مخلصين في كل الاحوال ؟

Arrayاما بالنسبة للمؤامرة لم ادري اانت مع نظرية المؤامرة ام ضدها ..لا ادري ...[/quote]

انا شخصيا اؤمن بنظرية المؤامرة .. لكني انظر اليها بمنظور مخالف لما لدى العربي المسلم .. انت تنظر اليها كونها مؤامرة ضد الاسلام ورسوله ومنظورك متأثر مما زرع في ذهنك من افكار سلبية تجاه اليهودي ، فهو عدوك الاكبر ، ومن اراد لعدوك خيرا قصد به شرا لك ..

وقلت فيما سبق ، بمؤامرة ام بدونها العالم ذاهب الى نهايته .. وهذه المؤامرة هي مجرد وقود يصب على النار ..

Arrayولكنك لاحظت انني المح ان مارتن لوثر هو احد اطراف المؤامرة ويكفي قوله "" مارتن لوثر" في كتابه "المسيح ولد يهوديا"

""اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء ...وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل مما يتساقط من فتات مائدة أسيادها, تماما" كالمرأة الكنعانية "[/quote]

في الحقيقة ، انا انجيلي لكني لم اقرأ كتابا واحدا لمارتين لوثر في حياتي .. قرأت سيرته وااعجب به كشخص مصلح غير مجرى التاريخ الاوربي وكان له مبلغ الاثر في تغيير العالم باتجاه العتق من عبودية المتدينين ..

وبودي أن اقرأ كتابه الذي اشرت اليه ، على الاقل الفصل او السياق الذي جائت فيه هذه الجملة قبل ان اعطي رأيي الشخصي ..

Arrayدعنا نتصور الامر بصورة اخرى ..مصلحة العالم الان ان تقوم اسرائيل وتضطهد الفلسطينين مرة اخرى كما امر الرب


ويقيموا هيكل الرب لكي يعود المسيح حسب الاعتقاد الانجيلي ولذلك فإن لم يساعدوا حتى فإنهم يسكتووا على ما يحدث كما نرى الان.... وكذلك كان سابقا مصلحة للجميع ان يموت الاله الابن على الصليب مطلقا صيحاته ليفدي البشرية ...

هذه مصلحة راجحة وهذه مصلحة راجحة ... فلماذا ندين يهوذا الاسخريوطي اذا مادام الانجيليين يفعلون مثله ؟[/quote]

1 - مرة اخرى للتصحيح ، ليس الانجيلييون البروتستانت هم من يؤمنون بحرفية النبوات ، وقد سقت لك دليلا من كتاب اللاهوت النظامي حيث يخالف الكاتب اصحاب هذا الفكر فيقول بالاشارة الى النبوات المتعلقة باسرائيل وبناء الهيكل :

"إن التفسير الحرفي لتلك النبوات يخالف مبدأً جوهرياً في ديانة الله وتصرفاته في تهذيب البشر وتتميم مقاصده الإلهية، ولاسيما في بنيان ملكوته وإكمال عمل الفداء، وهو التقدم من الأدنى إلى الأعلى ومن الأبسط إلى الأبلغ"

2 - ارادة الله تتم بغض النظر عمن سيشترك في تنفيذها ، وبغض النظر عن العوامل السياسية والمصالح العامة .. غير ان هذه تستخدم وتسخر ان كانت تصب في المخطط الالهي ولاتناقضه ..

انا اشبه خطة الله وتتدبير مقاصده بالفتيلة المشتعلة ، تارة يأتي من يحاول اطفائها وتارة اخرى من يصب عليها وقودا ليسارع في اشتعالها ..

ان تواجد الانجيلييون ام لم يتواجدوا فهذا لايعطل المسيرة .. نبوات الكتاب المقدس ستتم .. ان الماسونية ، وهي عدوة المسيحية بالدرجة الاولى ، تهتم اكثر من الانجيلييون بل وتسابقهم الى جر العالم تجاه الفصل الاخير من المسرحية بل ويحضرون للشخصيات والادوار في خفية وسرية تامة .. تعمدا ام جهلا لايهم ، المهم انهم يقومون بتنفيذ ادوارهم ..

وهكذا بعض الانجيلييون ..

وللكنائس الاخرى ايضا دور ..

وللاسلام دور بلاشك ..

فللكل دور في مسرحية " نهاية العالم " ..

تحياتي