{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #44
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر

نيف وأربعون رداً ؟!!!!

وأنا الذي كنت أحسب بأني سوف أعود كي أنتشل الموضوع من صفحات النادي المطوية، يفاجئني الكم الهائل من الردود والتشعبات التي دخل بها الموضوع الأصلي.
ولأني لا أريد أن أغني "أهل الهوى يا ليل" على أنغام "السح الدح امبو"، فإني سوف أضن بما حضرته من مقالة حول الديموقراطية كي أثقفه وأدمشقه وأنشره وحده في موضوع منفصل بعد أيام. ولكني لا أريد أن أخرج من هذه "الحفلة" بدون "موال"، وأرتضي أن يتعلق "موالي" هذا بالديموقراطية في العالم العربي خصوصاً، وما أطلق عليه "الدكتور فضل" لقب "ديموقراطية قهرية" على وجه الخصوص.
سوف أهتم بهجوم "الدكتور فضل" على الديموقراطيين الذين لا يشبهونه حسبما يقول، مبيناً بأن مفهوم "الديموقراطية" لا يختلف بين "ديموقراطي وآخر". على أن أعود غداً كي أعرض لتبرؤ "الدكتور فضل" من "العلمانيين الذين لا يشبهونه" في هذا "الزمن الفاصل".

ولكن قبل هذا وذاك، علي أن أعترف بأني أنا من دفع "مالك الحزين" إلى هذه الساحة قبل يومين ومن خلال "وصلة" للموضوع وحديث على "الماسينجر". ورغم "صخب" الموضوع إلا أنني سعيد بعودة "الحزين" إلى الحوار حتى لو كنت أختلف معه في نظرته ورؤيته "للملف العراقي"، "فالحزين" يبقى رأياً وقلماً يعرف كيف يؤتي أكله.

حسناً لنبدأ بمقدمة عامة خفيفة عن الديموقراطية، ولنتفق بأننا أصبحنا "ديموقراطيين" في العالم العربي عندما لم يبق إلا الديموقراطية حلاً. قبلها، كنا قد جربنا جميع أنواع الظلم و الطغيان والأنظمة الشمولية، ونظرنا طويلاً لما أصبح الآن "أنقاض المعسكر الاشتراكي" ثم انثينا وفي يدنا بضعة من ملوك ظلمة وطواغيت كثيرة و"سجان يمسك سجان".

"حلم الديموقراطية" نفسه الذي نجله الآن ونعظمه، كان في فترة ما مغيباً تحت أنقاض "أمجاد يا عرب أمجاد" وكان اليسار العربي بأغلبيته العظمى يغازل التيارات الشمولية الاشتراكية والشيوعية بمختلف روافدها، ولا يكاد يلقي بالاً للديموقراطية. فمنذ متى بدأنا نحلم بالديموقراطية ؟
ببساطة، عندما انهار المعسكر الاشتراكي وفشلت - قبل انهياره وبعده- جميع مشاريعنا القومية والوطنية والتنموية و"طلعنا من المولد بلا حمص"، أو بالأحرى خرجنا "بترمس" العسكرتاريا المر المتحجر "وسفرجل" الحركات الإسلامية التي لا تستطيع أن ترضي فينا لا حلمنا ولا جوعنا ولا عطشنا.

ومع هذا فنحن كنا نركب لكل عصر مركوبه، ومفاهيم الأربعينيات والخمسينيات والستينيات كانت مختلفة عن مفاهيم اليوم. وكان يبدو - وقتها - بأن الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية سوف يغزون العالم بعد أن رضخت أوروبا الشرقية للماركسية اللينينية وبدأت حركات التحرر بغل أيدي الاستعمار في جميع البلدان، وبدأ المعسكر الرأسمالي الامبريالي بالتراجع والنكوص في الصين وكوبا وفيتنام وغيرها من البلدان.

كنا نأكل من صحفة النظريات "التقدمية" وقتها ولا جناح علينا، فالعالم كله كان يبدو منبهراً بهذه النظريات. ولكن سرعان ما بدلنا جلودنا بعد هزيمة "اليسار التقدمي" وبحثنا عن ملاذ أخير بعيداً عن "قومية مهزومة مشرذمة ديكتاتورية" و"إسلاموية شمولية ظلامية خانقة" فلم نجد إلا "الديموقراطية". ولكن لماذا الديموقراطية ؟
لاننا جربنا كل شيء غيرها ولم ينجح معنا من ناحية، ولأن النظم السياسية التي استطاع أن يصل إليها العقل البشري ليست كثيرة عديدة، فهي بالكاد تعد على أصابع اليد الواحدة أو اليدين الاثنتين. لقد جربنا "الملكية" و"الأوتوقراطية" و"الارستقراطية" و"الأوليغارخية" و"الثيوقراطية" و"الاشتراكية التوتاليتارية" وجميع فروعها وإفرازاتها وخرجنا بخفي حنين. لذلك وصلنا إلى الديموقراطية في النهاية متعبين، بل صار معظمنا في العالم العربي يطمع من يأسه وإحباطه بإعادة إرث "واضربوهن" و"اعطه ألف دينار".

ولكن علينا هنا أن نسجل حقيقة هامة مفادها بأن حلمنا لم يصل لهذه "الديموقراطية" وحده. بل ان بوصلته كانت في هذا نجاح الانظمة الديموقراطية في الغرب بجميع ما فشلنا نحن فيه؛ من قوة وعمران ورخاء وأمن واستقرار وازدهار.

الغرب إذاً هو من أوحى إلينا "بالديموقراطية" كنظام سياسي معاصر قد يستطيع أن يهدينا إلى الصراط المستقيم في تدبير دولنا وإكرام شعوبنا وتكريم إنساننا. بل وتعلمنا من تاريخ هذا الغرب بأن "الديموقراطية" خيار لم يفصل لشعب من الشعوب ولم يخرج كي يبقى في بيئة معينة. بل على العكس، فهو نظام سياسي ممكن في كل عصر وأوان ما آمن الشعب به ومنحه مقاليد أموره. فالغرب نفسه لم يبتدع هذا النظام بل استورده من اليونان القديمة، وكلمة "ديموقراطية" ما تزال تشهد على هذا؛ فهي آتية من "ديموس" الإغريقية التي تعني "الشعب" أو على الأصح "أولئك الذين لا يملكون"، ومفهومها السائد يعني حكم الشعب لنفسه، وهي بذلك تتميز عن النظام الديكتاتوري أو الثيوقراطي بأنها حكم الأغلبية وليست حكم نخبة مستصفاة من أثرياء أو عسكر أو رجال دين.
وهنا لن أذهب إلى تعريف مفهوم "الشعب"، ولن أعيد تفسير "لوك" و"روسو" و"توكفيل" و"مل" و"والتر ليبمان" للديموقراطية، فهذا ليس موضوعنا. كما لن أفصل الحديث عن "أنواع الديموقراطية" (مباشرة وغير مباشرة) و"آلياتها" (حريات، تعددية، اقتراع، فصل سلطات) فالمقام لا يحتمل كل هذا فضلاً عن كونه مبذولاً على جوانب الطريق لكل ما أراد معرفته. ولكن كل ما أريده هو أن أسجل استغرابي عندما يقول لنا "الدكتور فضل" :
(اقتباس)
** الى ان خرج من بين صفوفنا يهوذا الاسخريوطى
فبدلا من ديمقراطية تخرج من شعوبنا ولاجل شعوبنا بكل وقاحة بدا يروج لديمقراطية لا نفهم معناها وحدودها ديمقراطية تعمل لصالح الاعداء **

أنا لا أفهم جيداً هذه "الديموقراطية" التي يريدها "الدكتور فضل" أن تخرج من شعوبنا ولأجل شعوبنا. فالديموقراطية عندي ليست انتاجاً محلياً، ولا مفهوماً وطنياً، ومثلها مثل جميع الأنظمة السياسية الأخرى؛ تصلح لكل زمان ومكان ما دام هناك أناس يرتضونها ويعيشون حسب مفاهيمها وأصولها وآلياتها. الديموقراطية ليست غريبة عن بيئتها إلا بمقدار ما تولي المجتمعات وجهها عنها، وكما أن "الملكية" لا تخضع لقوانين الزمان والمكان، "فالديموقراطية" أيضاً لا تحددها الجغرافيا ولا الوقت إلا بمقدار ما يريد المجتمع الانساني الذي يتبناها.

أعلم بأن كل ما كتبته هنا لم يغب عن بال "الدكتور فضل" عندما كتب جملته السابقة، وأظن بأنه يريد القول أن على مجتمعاتنا أن تبدي رغبة في اعتناق الديموقراطية كي تستطيع هذه أن تبقى فيها. فالديموقراطية نظام قوي و"هش" في آن واحد عندما يتعلق الأمر بإرادة الشعب. فالشعب يستطيع أن يحافظ على "ديموقراطية" شبه مثالية (سويسرا مثلاً) وهو - أيضاً - يستطيع أن يصادرها بين ليلة وضحاها ويضعها في جيب ديكتاتور أو نخبة حاكمة (ألمانيا وإيطاليا الفاشيتين مثلاً). لذلك فالدكتور - كما يقول لمالك الحزين في مداخلته الأخيرة - لا يؤمن "بديموقراطية قهرية" بل يريدها أن تنمو منا وفينا ولنا. ولكني أقول للدكتور، بحزن واسف، بأن حال الديموقراطيين مع هذه الأمنية ينطبق عليه المثل القائل: "عيش يا كديش تا يطلع الحشيش". فمجتمعاتنا حتى اليوم ما زالت غيبية مغيبة تحلم "بالمهدي المنتظر" وتصبح على خبز "صلاح الدين" وتنام على حكايا "أبو زيد الهلالي". ولكن مع هذا، لا بأس من مناقشة الفكرة بحد ذاتها ومعرفة مدى غثها وسمينها، فماذا تعني "الديموقراطية القهرية" وكيف تكون ؟

الديموقراطية "القهرية" التي يعنيها الدكتور هي تلك الآتية عبر "الفانتوم" و"التورنادو" و"الجايز" و"الرويال إير فورس". وهي - بكلمات أبسط - الديموقراطية "المفروضة" عبر قوة خارجية على دولة من دولنا.
ظاهر الأمر بأن "ديموقراطية" مثل هذه، هي ديمقراطية سلبية قد فرضت بالقوة على "شعب الدولة الضعيفة" الذي لا يريدها ولا يقبلها، وهو أصلاً لم ينتجها ولم يصنعها ولم يؤمن بها أفراده. ولذلك، فديموقراطية مثل هذه، سوف تبقى هزيلة هشة مرتعدة خائفة، أقصى ما تستطيع تحقيقه هو المحافظة على "مصالح المستعمر" قبل الحفاظ على مصالحها. ولكن، هل ما نزعمه - وهو زعم الدكتور - صحيح ؟

لنزعم بأنه حتى لو كانت "الديموقراطية" قهرية مفروضة بفعل قوة خارجية، فإنها تبقى عبارة عن "تفاعل داخلي". ولنبرر لهذا بأن الشعب يختار ممثليه من أبناء وطنه الذين يجتمعون ويقررون بما يخص الدولة وإدارتها. وهنا تزول كلمات مثل "القهر والفرض" ولا يبقى إلا "الحريات والمساواة والتعددية والاقتراع" وغيرها من آليات الحكم الديموقراطي. الديموقراطية "القهرية" في هذه الحالة مثل "عمل المسجونين"؛ صحيح انه مفروض عليهم، ولكن هذا لا يغض كثيراً من طرف الانتاج ولا من جودة المنتوج. إنها مثل بستان في مناخ شبه ممحل، قد يكون ربيعه أصفراً بعض الشيء ولكنك لن تعدم ان تجد نسغ الحياة في جميع أعشاب الحقل.

"القهر والفرض" يقفان على "الحدود الخارجية" للعلاقة بين الدولة القوية التي "تفرض" الحكم الديموقراطي، والضعيفة التي "تقبل وترضخ" لإملاءات الأولى. ولو نفذنا من التعميم إلى التخصيص وأخذنا "العراق" كمثل فإن حدود "الفرض والقهر" هما في علاقة "الدولة العراقية المستقبلية" بإملاءات "الغرب" ومصالحه الاستراتيجية والاقتصادية. ولكن "القهر والفرض" لا يضمهما بحال قاموس "النظام السياسي الديموقراطي" الداخلي حتى لو كان هذا النظام مفروضاً بالقوة على الشعب العراقي.

ماذا يعني هذا جميعه؟ .. هذا يعني ببساطة بأن فرض الديموقراطية على دولة من دولنا ليس بالضرورة إنتاج نظام هش فاشل رعديد بذاته، لأن الفرض والقهر يتعلقان فقط بالمصالح بين الدولة القوية والدولة الضعيفة، ولا يتعلقا بسلامة الديموقراطية وتماسك النظام السياسي الذي قد يؤدي إليه هذا التفاعل الشعبي الحياتي عن طريق "صندوق الانتخابات". وبالتالي فإن "التخوّف " من هذه "الديموقراطية القهرية" ليس بالضرورة في محله، بل أزعم بأنه ليس هناك من فرق - بما يخص الجوهر - بين "الديموقراطية - الحقيقية - القهرية" وبين "الديموقراطية" التي يرتضيها الشعب ويؤسس لها في دولة لا تخضع لاملاءات خارجية ...

وهنا، لربما سألني سائل: هل هذا يعني أنك تؤيد ضرب العراق وتؤمن "بسيناريو مالك الحزين"؟ وجوابي "لا" واضحة، لأسباب أخرى ليس لها علاقة بما ناقشته حتى الآن عن "الديموقراطية القهرية". فهذه الديموقراطية لا تخيفني ولكن ما يخيفني وما يدفعني إلى تبني هذه ال"لا" الواضحة هو حجم الخسائر التي سوف يدفعها العراق نتيجة للضربة الأمريكية من ناحية، و"شبه يقيني" بأن "الولايات المتحدة" لن تسمح لأي "ديمقراطية" حقيقية على أرض العراق من ناحية أخرى. فأنا أزعم بأن السيناريو القادم هو أن تستبدل الولايات المتحدة "صدام حسين" ببضعة عملاء لها تمص ما تبقى من دم العراق من خلالهم، وتحافظ بهذا على "نظام ضعيف"وحضور كامل "لقواتها" فوق أرضه ولنفطه في معاملها.

وللحديث بقية ...

واسلموا لي
العلماني



01-19-2003, 03:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر - بواسطة العلماني - 01-19-2003, 03:36 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن؟ الــورّاق 3 897 06-01-2013, 08:40 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  كوارث آخر الزمن THE OCEAN 8 3,373 11-30-2010, 02:30 AM
آخر رد: عصام شعلان
  فلسطينيون وصهاينة في وقت واحد؟! حكمتك يا رب على الزمن دا!! إبراهيم 5 1,688 05-08-2010, 10:20 PM
آخر رد: طريف سردست
  شيء في مسألة الزمن: فلسفة ..متى..!! حسام راغب 6 1,991 02-04-2009, 07:54 PM
آخر رد: Awarfie
  تعريفات الزمن البوشي عزالدين بن حسين القوطالي 3 940 03-12-2008, 02:32 PM
آخر رد: عزالدين بن حسين القوطالي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS