الحياة الاجتماعية في الغرب هي للمسنين عادةً. أمّا ما يسمى حياة اجتماعية بالشكل المتعارف عليه في الشرق فقد تكون معدومة. التصافح عادة ما يكون عند أوّل لقاء فقطن وبعد ذلك كل ما عليك فعله هو إلقاء التحية والحديث بشكل مقتضب. في الجامعة هناك ما يسمى Students' Union حيث الجمعيات المختلفة والتي تهتم بقضايا أو أمور ترفيهية أو رياضات مختلفة. هذه الجمعيات أو الـ Societies تقوم عادة بين الفينة والأخرى بعمل حفلات أو تجمعات ان صح التعبير حيث يخرجون في وقت محدد إلى حانة bar, pub, or night club وهناك يتم تبادل الأحاديث بشكل أكثر حرية بالإضافة إلى شرب ما تسنى من كحوليات أو غير كحوليات وتنتهي الليلة بالرقص وقد تنتهي بمن حالفه الحظ إلى السرير.

الجيرة من ناحية أخرى ليست لسبع منازل أو في رواية أخرى أربعين! بل في أفضل الأحوال تصل إلى معرفة البيوتات المحيطة وهذه قد لا تكون حميمة بالشكل المتعارف وإنما تحية صباحية أو عندما يقومون بتنظيف الحديقة الخلفية في نفس الوقت. وحتى في هذه قد لا يحيّون على اعتبار أنه وقت استرخاء. أمّا الصداقات فتكون محدودة لكل فرد ويكون لكل عائلة "صديق العائلة" الذي يتزاور ويتحدث مع العائلة عندما تسنح الفرصة.

كل هذا يتلاشى في ليلة السبت والأحد، حيث البارات مفتوحة للثالثة صباحاً على أقل تقدير والناس هائمة على وجهها تشرب وتشرب حتى تنتهي الليلة. النهاية هنا قد تكون مأساوية كأن ينفصل الحبيبن عن بعضهما أو (الـ gf والـ bf ) أو أن يلتقي انسان معين بشريكة حياته. هذا لا يحدث في كل الأحوال وإنما سيناريو يتكرر لمن هم في عمري. لذلك عندما تسأل أحدهم أو إحداهن عمّا إذا كان لديه حبيبة أو لديها حبيب فإن الإجابة تأتي بالنفي والجواب last weekend I broke up with him/her.

الأمر الآخر، لا يوجد داعي للاستغراب عندما يمر يومين أو ثلاثة وأنت لم تحادث أحداً. قد يبدو هذا الأمر سهلاً وفي غاية البساطة ولكن جرب أن لا تحادث أحداً أبداً لمدة ثلاثة أيام وسوف تعرف ما أعني.

طبعاً هذه الأمور تختلف من بلد أوروبي لآخر. ففي حين أنّها معتدلة (بمقياسهم هم) في بريطانيا مثلاً، إلاّ إنّها تكون أشد في بلاد مثل سويسرا أو أقل في بلاد مثل اسبانيا أو إيطاليا أو اليونان*.

* أتحدث عمّا رأيته من الاسبان والطليان في الجامعة وعن طبيعتهم التي هي أقرب للعرب حيث التواصل الجسدي (وليس الجنسي) والتصافح موجود بكثرة.

تحياتي