لي اضافة
بخصوص الغربة والهجرة فهي حاليا لا شيء بها من القسوة الصعبة التي كانت تواجهنا بالأول
الجاليات العربية كانت شبه معدمة ,,
حاليا حينما أزور لندن أشعر كأني في بلد عربي أكثر مما شعوري وأنا في زيارة لأبو ظبي مثلا أو قطر صدقا وليس مبالغة
كما أن وسائل الاتصالات من قنوات فضائية والنت " وعمايله " والفاكس " وهوايله "
ثم الهاتف عن طريق النت أصبح شيء ولا الخيال
يعني أولادي دائما معنا ونحن معهم رغم البعد الجغرافي والتنقل ونتواصل والحمد لله والمنه :D
حتى ما قبل النوم ...ونشعر بدفئهم وهم أيضا يشعرون بأننا دائما حواليهم ..
ثم الهجرة وتقبل قسوتها يتوقف بالأول والأخير على طبيعة الشخصية المهاجرة وتقبلها لكثير من الأمور
المختلفة تماما عن ثقافته
فمثلا هناك من لا يستطيع أن يتحمل البعد عن الجمعه واللمه " والخنقه " مثل كثير من المصريين
حينما يترك مصر بضعة أيام يشعر أنه تائه
حب الشخص للحرية الشخصية وتمسكه بها والتي أجدها لا يعادلها قيمة أخرى
وأعتبرها أنها أهم شيء في أولويات سلم حياتي
في البلاد العربية تستغني عنها مكرها ومرغما والتقاليد والعادات تخنقني
مجرد أني أشعر أن هناك من يريد أن يدخل أنفه وبفضول مرضي ليعرف أشياء ليست من حقه أصاب بهلع من هذا الأمر
يعني مقابل ما ترغب الحصول عليه مثل هذه الحرية الفكرية والشخصية والتصرفات عموما
تتنازل عن أشياء أعتبرها ليست بالأهمية مثل تلك الحرية المفقودة تماما بالبلاد العربية
مجرد ما أشعر بأننا ملك أنفسنا ولا يملى علينا أحدا أي رأي أو قرار هذه نعمة
فعلى الشخص الذي ينوي الهجرة أن يتأكد تماما من تقبله لكثير من الأمور التي تتصادم مع شخصيته وثقافته
والا اصيب " بالهوم سيكنس " تؤدي به الى الاكتئاب ومنها الى الأمراض العضوية ...
بدون حتى أن يعلم أن ما به هو عدم التأقلم وتقبل نوعية الحياة المغايرة
يعني لا يكفي أن يتصور أن ما يحيط به من احباطات ستتلاشى تماما بعملية الهجرة
قد يجد أمورا صعبة جديدة يصعب عليه تقبلها وتطويعها لتلائمه في المهجر
الهجرة والاستمرار بها ليست نزهة بل جهاد حقيقي وليس تهويلا
همسة أخيرة
أنا على يقين بأن المهاجرين هنا بهذا النادي يتواصلون من منطلق تعويض عن الجفاف العاطفي
والعلاقات الاجتماعية الشرقية المفتقدة بالغربة
واللي بيقول غير كده بيقاوح :blink: