Array
لو كان مشروعهم ناجح لما كنا هنا نضحك على غباءهم..

بمعنى أخر، بالرغم من ضجيج الهويات نحن لازلنا نتنمى للإنسانية و غير مكترثين بما يقوله هؤلاء.. و هذا هو المهم..

ما أخذته عليك هو، هل نقاوم دوجمائية الهوية، بأخرى؟!

سيكون عبث!

لهذا شددت على إنسانتينا و سأفعل دائماً، أو على الأقل أتمنى!

لو عرف أحدهم نفسه بأنه عربى فهو لم يخطأ فقط يخطأ عندما يستلب إنسانياً عن البشر بالحديث عن السلالة أو عن فوقية إثنيته..

غير هذا فكل هوية يجب أن يتسامح معها الأخر..

ثم، هل نشعر حقاً بالهوية التى نتشدق بها؟ أم أنه ضجيج فوق الضجيج بلا هدف؟
[/quote]

مشكلة البعض مع العروبة أنهم معتقدين أن العروبة أيديولوجية وهى ليست كذلك ولكن مجرد قومية تعبر عنها لغة ولايعنى كونك عربيا أن تنضم لحزب البعث مثلا وتترحم على الشهيد صدام حسين أو تشن حربا لاهوادة فيها على القوميات الأخرى فمن الممكن جدا أن تكون عربيا وفى نفس الوقت شيوعيا أو ليبراليا أو فوضويا أو مسلما أو مسيحيا أو ملحدا أو إبن دين كلب وعلى رأى إعلانات الجيش الأمريكىbe all you want to be

كيف عرفت أنا أنك عربى? لأنك ببساطة بتشارك فى هذا المنتدى باللغة العربية وإنكارك لعروبتك بيضعك فى موقف صارخ التناقض لأنك إذا كنت تنكر عروبتك فلماذا لاتشارك بلغة قوميتك التى تدعيها! أم هو مجرد إدعاء لقومية لاتوجد لها لغة على أرض الواقع?

السود فى أمريكا أثناء حركة الحقوق المدنية لم يطالبوا بالعودة للغتهم وجذورهم التاريخية لأنه شئ أصبح فى عداد التاريخ ولكن طالبوا بحقوقهم من خلال لغة مضطهديهم نفسها وكمواطنين أمريكيين.

مسألة الهوية الإنسانية هى فى حقيقتها مسألة نظرية أكثر منها واقع على الأرض فأنت لو أردت الحصول على فيزا لأمريكا لن تذهب للسفارة الأمريكية لتقول لهم أنا أؤمن بالإنسانية ومتعدى للقوميات فيرحوا يدوك فيزا على طول!!! ولكن سيسألوك عن هويتك.

وحتى إذا كنت مؤمن بهويتك الإنسانية فغيرك غير مؤمن بها لأنها ستعود عليه بالخسارة.... هل تتخيل مثلا أوروبا وأمريكا يفتحون أبوابهم للكل بدون حسيب أو رقيب عملا بتلك الهوية الإنسانية الهلامية? مايمنعهم من ذلك هو أنه لو حدث ذلك سيحدث تدهور فى مستوى معيشتهم غير مقبول لديهم.

حتى يصبح الحديث عن الهوية الإنسانية واقعيا ومقبولا فيجب أن تكون هناك حالة إتزان بين القوميات المختلفة ووقتها بالفعل ستسقط حدود القوميات بين البشر ولن يضطر البعض لبناء سدود وجدران بينهم وبين الأخرين وإلى أن يحدث هذا فعلى كل قومية أن تطور نفسها من الداخل والإرتفاع بمستواها للوصول لحالة الإتزان المنشود أما قبل ذلك فالحديث عن هوية إنسانية تجمع الكل سيظل حلما بعيد المنال.