دائما وأبدا ستكون هناك حجة وحجج لتبرير مالايمكن تبريره وتمرير مالايمكن تمريره ولله الأمر من قبل ومن بعد.

مبدئيا فمعظم الأحاديث التى أتى بها صاحب الموضوع سمعت بها قبل ذلك وليس من أعداء الإسلام والمتأمرين عليه بل من المسلمين أنفسهم والأهم من ذلك أنها لها صدى واسع ووجود حقيقى على أرض الواقع وليست مجرد أقوال مجهولة النسب فى كتاب أصفر قديم ونظرة سريعة على حال المرأة أيام طالبان وحتى ساعة كتابة تلك السطور فى السعودية وبدرجة أقل فى الدول ذات الأغلبية المسلمة شاهد عيان على ماأقوله فطالبان لم تفعل مافعلته بعد قراءة رأس المال لماركس أو مقدمة للمتافيزيقا لمارتن هيدجر أو مستقبل الإنسانية لكارل ياسبرز ولكن بعد الغوص فى القرطبى والزمخشرى والبحترى وإبن عباس وإبن فرناس والترمذى وإبن ماجه والدارقطنى والبيهقى والنسائى وإبن حنبل وإبن سنبل وباقى عدة الشغل وقائمة الفواتير.

عجيب هو أمر المسلم! عندما يبدأ فى الحديث معك يحدثك عن بساطة وسهولة وحلاوة وطلاوة وجمال وروعة الإسلام ثم يغرقك فى موضوع تعبير من ماركة" دياجير الظلام" مخلوطا ببعض "هيهات هيهات" وأخواتها وما أن تبدأ فى النظر بعقلانية فيما يقوله تبدأ الإتهامات بالجهل والخوض بغير علم فى دين الله وهذا حديث موضوع وهذا حديث ضعيف وهذا حديث مصاب بنزلة برد وهذا حديث عنده ظروف ويدخلك فى دوامة لن تنتهى مع أن نفس الأحاديث يستخدموها ليل نهار فى غسل أدمغة العامة وتدمير المجتمع والإبقاء على تخلفه وأصبحت من شيوعها جزء أصيل من ثقافة المجتمع بصرف النظر عن صحتها من ناحية السند أو علم الحديث.