أنا مش فاهم وين المشكلة، كي يسعى بعض المسيحيين إلى إيقاف الفيلم !!!

رأي الإسلام في المسيح وإنكار المسلمين لصلبه معروف مشهور، فما المشكلة لو جاء هذا الرأي عبر "فيلم" أو أي عمل فني آخر؟

أعتقد أن السبب وراء هذا "التحرك الشرقي" يكمن بأن الفيلم حرّك شيئاً من "مشاعر بدائية مستوفزة" فضلاً عن "النقمة التاريخية" عند المسيحيين الشرقيين (والأقباط منهم بالذات) جراء معاناتهم الطويلة كأقلية دينية. فنحن العرب - والشرقيون عامة - حساسيتنا كبيرة تجاه ما يفعله أترابنا وبني جلدتنا، في حين أننا نغض الطرف ولا نتأثر كثيراً بفعل الأجنبي، حتى لو كان هذا الأخير قد اقترف أمراً منكرا. يذكرني هذا بأحد معارفي العرب الذي أحب فتاة فرنسية مطلقة حباً شديداً، ولكنه تركها ومضى عنها عندما اكتشف أن هذه الفتاة كانت على "علاقة حب" بشاب عربي يعرفه قبل زواجها الأول. فصاحبنا لم ينزعج من كون الفتاة مطلقة، ولم ينزعج أن لها علاقات قديمة بشباب أجنبي، فالذي ازعجه فقط هو علاقتها بالشاب العربي الذي يعرفه.

بجانب هذا، أيقظ الفيلم مشاعر "القمع المكبوتة" عند "الأقليات الدينية الشرقية" في المهجر. فلقد تجرعت هذه الجماعات - بفعل الضغط المنهجي لدولة الخلافة عبر 1400 سنة - الكثير من الغصص والقمع الطائفي البغيض، واختزنت في نفوس أبناءها الكثير من الغضب والحقد والحساسية الشديدة تجاه من يعتدي على إيمانياتها، خصوصاً من المسلمين (الذين يمثلون في أعينهم "الجلاد السابق" عبر التاريخ). لذلك فلا عجب لو رأيت حشداً منهم يتصرف بهذه الحساسية الشديدة تجاه كل ما يصدر عن المسلمين. ففي النهاية، هذه بضاعة "ثقافة القمع الدينية" قد ردت إليها.

واسلموا لي
العلماني