{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #14
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي
لبنان كله ظل في حفرة
في باحة مسجد محمد الأمين
مريم شقير أبو جودة




(إلى دولة الشيخ الشهيد رفيق الحريري)
أتهمُ باغتيالك الليل!..
فأنت كنت شمس آمالنا الضائعات...
أتهم الشوك لأنك الوردة وتويجات العطر،.. واتهم الحقد، لأن قلبك العاشق كان يتآمر على الحاقدين ويسعى الى بناء مملكة البياض في عالم أسود، وأتهم كل عفن الماضي،.. لأنك كنت المستقبل.
قتلوك في صبيحة العاشقين لأنهم خافوا من قلبك الكبير العاشق ان يرجّح معادلة المحبة على كراهية القلوب السوداء،.. كنت وردة لبنان الحمراء، تسرّب دمك الزكي ليعمّد ترابه ويكرّسك قديسا للمحبة والكرامات.
قتلوك في عاشوراء،.. كأنهم ادركوا مسبقا ان في راحتيك عطر الأئمة والصالحين، فخافوا ان تمسح بهما جبين لبنان فلا يعود كما يريدونه دائما ساحة للخراب!..
قتلوك في شهر الصوم الكبير، كأنهم ادركوا ان في عينيك مصاحف وأناجيل تريد عالما بلا خنادق وبلا متاريس، عالما لا يسجد إلا لإله واحد أحد.
كلنا خذلناك، كيف لم نخطك بأجسادنا لنحميك من القدر،.. كيف لم نقرأ جيدا في كتاب الحلم ان الكابوس يسعى للنيل منك،.. منا، من بيروت وكل لبنان الذي على يديك عرف أمنه وادرك سبيله الى مستقبل بلا حروب. لو اننا قرأنا ذلك لكنا جعلنا من ارواحنا اسوارا حول ابتسامتك كي لا تنال منها الخفافيش.
سيدي..
أعرف ان الذين حددوا ساعة الصفر، وخططوا وضغطوا على الريموت كونترول، لم يعرفوا انهم باغتيالك اغتالوا التفرقة، وازالوا الحدود وجعلونا جميعا صفا واحدا مشى وراء ضريحك الى مسجد محمد الأمين،.. هناك حيث انت وضعت حجر أساسه،.. يوم وضعوك في التراب كنت ثانية تضع جسدك الطاهر حجر اساس لعمارة لبنان جديد، موحد،.. كله اكتشف فيك الرمز،.. وكله سيتابع هدفك في البناء والحياة والحرية والاستقلال.
يا رفيق الفقراء والطيبين،.. يا حاتم هذا العصر البخيل،.. كم من أثرياء في العالم، لكنك الوحيد الذي قاسمت ثروتك الفقراء والمحتاجين،.. كنت والدا ومعيلا حتى للعائلات التي لم تفقد معيليها،.. وجهك الآخر الانساني،.. كيف لم يردع الجناة،.. كيف لم يلمحوا في بريق عينيك دعاء الأمهات لك بطول العمر،.. كيف لم يلمسوا رجاء الارامل، وكيف لم يكتشفوا انك بنيت لآلاف الشباب مستقبلهم وصنتهم من الحاجة، والضياع!..
يا رفيق الناس،.. ورفيق الشعراء والمثقفين،.. يا رفيق الاعلاميين والفنانين،.. كان قلبك بيتا دافئا لجميعنا،.. هدمت الجدران بينك وبيننا،.. جعلتنا من عائلتك،.. من أهلك فكيف لا نبكي بغيابك فقدان الرجاء والصديق الوفي، كيف لا ندمع لخسارة اجمل قصيدة جعلت من زعيم سياسي كتاب شعر وعطاءات؟!..
كيف لا نعلن حدادنا أبديا، وأنت يتمت آلاف الأُسر والمحتاجين اليك؟!..
أجزم ان غيابك الفاجع، يشبه انطفاء كوكب،.. يشبه انكسار نجم كبير، واعتزال شمس وظيفة النور،..
أجزم ان كل حزن العالم لا يكفي كي نعبّر عن حزننا عليك،.. وأن ندم العالم كله لن يجعلنا نستعيد حضورك البهيّ يا أبا بهاء الدين.
<<هذا البيت سيبقى مفتوحا>> هكذا قالت أرملتك المكسورة القلب،.. نعم سيبقى بيتك، كما قلبك، كما فكرك، كما كتابك، مفتوحا لأجيال قادمة ستقرأ في تاريخ لبنان انه خسر اعظم رجالاته، وعزاؤنا انك أبقيت لنا أبناءك ليحملوا رسالة الامل، أبقيت بهاء وسعد وأيمن وفهد وعدي وجومانة وهند،.. أبقيت رجالا أنت زرعت في قلوبهم محبة الوطن وعشق أبنائه، ومن يخلّف هكذا تركة لا يمُت ولا يقارب الفناء.
من يترك وراءه عائلة استقوت على الجرح العميق لتعلن ودمك لما يجفَّ بعد انها على خطاك تسير، وانها تعد كل محبيك بأنك من خلالها ستظل حاضرا لدعم بيروت ولبنان وكل الذين أحبوك، من يترك وراءه شقيقة صدرها وسع كون، ويداها معطرتان بأريج حبرك الزكي، لا اظنه يغيب.. آه كم جرحتني دموعك يا بهية.. كم جعلني تماسكك رغم هول الفاجعة أتماسك..
كيف لم يفهموك؟!..
كيف لم يدركوا ان زيت قلبك اضاء لنا مصابيح الأمل،.. فلاحقوا حتى قطرة الزيت التي وزّعتها على المحتاجين بتهمة انك تشتري الناخبين!..
لا أظن عاشقا ومعشوقا مثلك كان محتاجا لشراء أحد،.. الآلاف التي كانت معك والتي خرجت لوداعك، لم يدفع لها أحد كي تبكي بكل حرقة قلوبها عليك!..
أتهم باغتيالك أعداء الحب، أعداء الحرية، أعداء الحلم، أعداء الأمل، أعداء الإعمار،.. أتهم أعداء لبنان،.. وأعداء العرب لأنك كنت قلب العرب في لبنان، وكنت روح لبنان في عالم العروبة..
يوم خرج الى تشييعك الآلاف،.. كان لبنان كله يمشي وراء نعشك الحزين،.. كان لبنان كله يودعك الى مثواك الأخير..
ولحظة أهالوا على جثمانك التراب.. كنا معك،.. لا أظن أحدا عاد كما كان، لا أظن لبنانك الذي أحببت غادر تلك الحفرة المقدسة في باحة مسجد محمد الأمين، ذلك القبر الذي سيتحول لمزار لكل القادمين من بعدنا الى عالم يذبل لأنك لم تعد فيه.
02-22-2005, 02:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي - بواسطة بسام الخوري - 02-22-2005, 02:32 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  تكريم الزميل السيد بهجت نظام الملك 59 13,712 11-30-2011, 11:53 AM
آخر رد: بهجت
Information صديقي في السجن الحربي.. AhmedTarek 14 2,615 11-02-2011, 01:29 PM
آخر رد: AhmedTarek
  السيد مهدي يتزوج أربعة نساء: السيد مهدي الحسيني 6 2,023 10-22-2011, 07:40 PM
آخر رد: Narina
  كُن صديقي عوليس 14 3,329 07-08-2011, 09:28 PM
آخر رد: عوليس
Question لقد إفتقدت صديقي أرجو الإفاده... S E 7 E N 4 1,417 05-05-2011, 12:48 AM
آخر رد: الدرة البيضاء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS