احتفالية اليوم العالمي للتسامح والإعلان عن بدأ نشاط نادي أنصار الديمقراطية


17/11/2008 - 12:00:30 CET






تقرير -عماد توماس
وسط حضور ومشاركة نخبة كبيرة من الشخصيات العامة، وعدد كبير من الناشطين أقام المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية بالتعاون مع الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي مساء السبت الموافق 15 من نوفمبر الحالي احتفالية باليوم العالمي للتسامح الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثامنة والعشرين بباريس عام 1995، وتم تكريم العديد من المؤسسات والشخصيات التي ساهمت في نشر روح التسامح في المجتمع المصري، وأيضاً الإعلان عن بدأ نشاط نادي أنصار الديمقراطية.
وقد شهدت الاحتفالية حضور متنوع من مختلف التيارات السياسية والمجتمع المدني والأكاديميين، والكتاب والصحفيين، حيث حضر ممثلو عن أحزاب الوفد والدستوري الاجتماعي الحر والغد والجبهة الديمقراطية.
بينما حضر جمع غفير من ممثلي وناشطي المجتمع المدني المحلي والدولي، واتسمت الاحتفالية بحضور عدد كبير من الناشطين المتعاملين مع الجمعية من مختلف محافظات مصر.

بدأت الاحتفالية بكلمة الجمعية والتي قدمها أ. محمد عادل -باحث في الجمعية- وأكد فيها أن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح يأتي من كون الجمعية كمثيلاتها من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني تعمل علي نشر ثقافة حقوق الإنسان وتلتزم خلال أداء عملها بالمواثيق والعهود الدولية ذات الصلة والحث على ذلك عن طريق تنظيم أنشطة وبرامج خاصة لنشر رسالة التسامح بين مواطنيها، بالتعاون مع المؤسسات التربوية والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام في كل منطقة ذلك جاءت هذه الاحتفالية من جانب المركز والجمعية وقدم كلمة المركز أ. أيهاب باهي -مسئول برامج المركز- حيث أشار سيادته إلى أن هذا الاحتفال بات يكتسب أبعاد شديدة الأهمية في مصر، وخصوصاً خلال السنوات الماضية الأخيرة للعديد من الأسباب المرتبطة بالتسامح كفكرة وممارسة عملية مستنداً إلى الدراسات والأبحاث وتقارير منظمات المجتمع المدني التي صدرت خلال الأعوام الأخيرة حيث تلاحظ وجود متغيرات سلبية فيما يتعلق بسلوك المواطن المصري نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الوطن علي مختلف الأصعدة، واكتفى للتدليل على ذلك بالإشارة إلى ما نسميه بأحداث الفتنه الطائفية والتي تعود لتطل علينا بين الحين والآخر ملقية بظلالها الكئيبة على العلاقات الوطيدة بين أبناء الوطن الواحد مسلمين وأقباط.

من جانبه ألقى أ. خالد الجمال -باحث بالمركز المصري- كلمة نادي أنصار الديمقراطية حيث شدد على أن الديمقراطية كانت ولا تزال محور نضال الشعوب في النصف الثاني من القرن العشرين والخيار الأهم في إدارة الشئون العامة في أي بلد، مستطرداً بأنه إذا كانت قضايا التحرر الوطني هي محور نضال الشعوب في النصف الأول من القرن العشرين فإن نضالهم من أجل إرساء مبادئ ديمقراطية حقيقية -تتجاوز الأطر الإجرائية- هي محور نضالهم في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن.

لذلك جاءت المبادرة بتأسيس نادي أنصار الديمقراطية للعمل على نشر ثقافة الديمقراطية بين مختلف الأفراد في المجتمع في إطار بناء وتدعيم ثقافة تكفل ممارسة ديمقراطية تعلي من قيم حرية الرأي والتعبير وقبول الآخر والتسامح واحترام القانون وقيم العمل وإرساء قواعد المسئولية والشفافية في إطار إيمان كامل بالمواطنة باعتبارها مناط الحقوق والواجبات في المجتمع.
أعقب كلمة الافتتاح عرض مصور من إنتاج الجمعية والمركز يحث علي التسامح ونبذ العنف بالإضافة إلي لقاءات حية تمت مع بعض النقابيين والصحفيين وطلبة الجامعات. ثم قام المدعوين بإلقاء كلماتهم بالتحدث إلى الحضور.
ألقى أولاً: أ. جمال فهمي -عضو نقابة الصحفيين- كلمة مؤكداً فيها بضرورة الاعتراف بأننا في أسوء حالتنا كأمه عربية، واعترف –فهمي- بأن مصر لا تعيش في أفضل من حيث شيوع ثقافة التسامح في سواء كشعب أو كنخب بما فيها نخبة الإعلام والصحافة.
وأضاف إذا وجدنا حل لمشكلة التسامح في الأعلام المشكلة لن تختفي تماماً لأنه لابد النظر إلى الظاهرة بمنظور مختلف.
ثم أعقبته كلمه للكاتب والباحث أ. سامح فوزي "والذي أشار إلى الدور الذي لعبة الإعلام في إثارة قضية التسامح الديني، سواء بتسليط الضوء على ظاهر غياب التسامح الديني في العلاقات بين المختلفين في الدين أو المعتقد أو حتى الرأي الديني داخل المجتمع المصري، وفي نقاش قضايا طائفية ظلت لسنوات في طي الكتمان، يُوصف من يتناولها -ولو بشكل علمي- بالطائفية، في ظل سيادة خطاب احتفالي حول الوحدة الوطنية.

نجح الإعلام في كسر هذا "التابوه"، وأصبحت القضايا الطائفية، مهما بلغت سخونتها، موضع مناقشة، وتحليل، ودعا سامح فوزي إلى عدم الانزلاق إلى مساحة من عدم التسامح أثناء كسر هذا التابوه، وشدد على حاجة الإعلامي إلى النقد والتحليل حتى يستطيع أن يتبين موقعه، ويتلمس خطابه ويتناول القضايا من منظور بنائي يساعد على الاندماج أكثر من التشرذم، ويدفع في اتجاه التسامح أكثر من التعصب.

وشارك الفيلسوف الدكتور مراد وهبة الذي عبر سعادته لسببين أولهما وجوده بين شباب يمثل ما هو قادم لمجتمعنا، والسبب الآخر هو تناول موضوع هام وهو موضوع التسامح وشارك بقصة عن التسامح من القرن السابع عشر في أوربا وتحديداً في إنجلترا عندما صدرت رسالة من فيلسوف إنجليزي هو "جون لوك" ولكن لم يجرأ هذا الفيلسوف أن يصدر هذه الرسالة باسمه ولكن أصدرها مجهولة الهوية وذلك بسبب عنف السلطة الدينية في ذلك الوقت لأن الرسالة تنص في فكرتها الأساسية أنه ليس من حق الدولة أن تتدخل في عقيدة الآخرين فالعقيدة مسئولية الفرد وليست الدولة ولا المجتمع هذه الفكرة لم تجد صدي لا للدولة ولا للسلطة الدينية لأن الدولة وقتها "الحاكم" كان معروف عنه أنه له حق إلهي لتنظيم الأمور مستنداً إلى السلطة الدينية ذلك كان في عام 1669.

واستطرد مراد وهبه قائلاً: "وفي عام 1925 بعد حوالي مرور ثلاثة قرون صدر كتاب في مصر بعنوان، الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرازق، قال الشيخ في هذا الكتاب أنه يريد أن يتناول الخلافة بمفهوم جون لوك رفض فيه ما يسمى بالخلافة صدر الكتاب وحُكِمَ على الشيخ بالإلحاد وعزله من جميع وظائفه وبعد ذلك لم يستطع لا هو ولا غيره أن يتناول هذه الفكرة".
وأضاف –وهبة- هي فكرة موروثة من الدولة العثمانية ونحن لازلنا الآن نستعين بالدولة العثمانية في مسألة الخلافة في مسألة تأسيس مجتمعنا على أساس ديني وهذا مرفوض رفضاً تاماً في إطار مسار الحضارة الإنسانية.
واختتم كلمته بقوله: "احتفالكم اليوم بالتسامح هو احتفال بمجتمع علماني يرفض أن يتأسس على عقيدة دينية فالعقيدة الدينية مكانها المعابد".

وعقب كلمات الحضور قام أ. محمود علي المدير التنفيذي للجمعية بتكريم عدد من المؤسسات والأشخاص التي ساهمت بشكل ملحوظ في نشر رسالة التسامح في محاولة لتقديم لمسة وفاء بسيطة لمجموعه من الأفكار سواء كان يمثلها هيئات أو أفراد لما قدموه من دعم ومن خدمة لهذا الوطن في توطيد وترسيخ قيم التسامح والديمقراطية.
وتم تكريم الدكتور مراد وهبة أستاذ الفلسفة المعاصرة اسم الكاتب الراحل أ. مجدي مهني الهيئة القبطية الإنجيلية، برلمان وطني، جريدة المصري اليوم، مصريين ضد التمييز الديني)
واختتمت الاحتفالية بعرض موسيقي لفريق اسكندريلا الغنائي تجاوب معها الحضور.

التوصيات:
-الحاجة إلى عمل جماعي تشارك فيه الدولة بكافة أجهزتها والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات وغيرها عمل يقوم على إعادة النظر في مناهج التعليم ومناهج التربية الأسرية.

- دور مختلف لوسائل الأعلام ومراكز الشباب وغيرها من الجهات التي تلعب دوراً هاماً في التكوين النفسي والفكري للمواطن المصري بهدف أعادة التأكيد علي ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر والتعاون المشترك.
وهي مهمة ليست سهلة أو بسيطة وندرك أنها تحتاج لوقت طويل ولكن الأخطر هو تجاهل المشكلة نفسها، والذي في رأينا أمراً قد بات يهدد تماسك ووحدة الوطن.
يذكر أن تأسيس نادي "أنصار الديمقراطية" تحت شعار "شركاء في الوطن" ترسيخ لقيم المشاركة والعمل الجماعي، وتأكيد على أن الوطن ملك كافة أبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية وإيماناً بأن الوطن لن يتقدم إلا إذا لعب أبنائه المهمومين بأحلام وأمال أمتهم دوراً أكبر في مساحة العمل العام، ويتوقع المؤسسين أن تتجاوز عضوية النادي خلال الشهور القليلة المقبلة أكثر من ثلاثة ألاف عضو من مختلف كافة أنحاء المحافظات، وسيعمل النادي على ثلاث محاور أساسية:

-المحور الأول: هو نشر ثقافة وقيم الديمقراطية.

-المحور الثاني: التأكيد على مدنية الدولة المصرية والتصدي للأفكار المتطرفة أياً ما كانت تحت أي غطاء ديني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.

-المحور الثالث: تشجيع المواطن البسيط على الانخراط في العمل العام.

وسوف يدعو النادي خلال الأسبوع القادم مؤسسي النادي لاجتماع خاص لاعتماد الخطة التي قررها المركز والجمعية لبداية أنشطة النادي على أرض الواقع.