يواصل شتم السعودية ويعلن عن وظائف فيها!
من مفارقات الزمان ان بدو الجزيرة العربية الحفاة هواة الغزو و النهب و بعد ان كانوا يعيشون على اموال (الصرة) التي كان الشوام و المصريين و الاتراك يرسلوها لهم مع كل موسم حج كيلا يموتوا من الجوع, استيقضوا ذات صباح على براميل البترول الذي تستخرجه لهم الشركات الاجنبية, فظنوا انهم بذلك امتلكوا العالم و استعبدوا الشعوب و اصبحوا يصنفون البشر فذاك افريقي و ذاك بنغالي و ذاك فيليبيني و ذاك اوسترالي و ذاك لبناني و ذاك بريطاني, و لكل سعره و خصائصه و مميزاته و مصائبه...
بل و اضحى التصنيف يدخل حتى ضمن الجنسيات و الاعراق, فالبريطاني ذو اصل عربي اقل شأنا (و سعرا) من البريطاني (الاصلي- نخب اول) ذو الشعر الاشقر و العيون الزرقاء, و الفلبيني من اصول صينية افضل من الفلبييني الجنوبي من اصول هندية....
و ها هو كاتب المقال الاحمق يريد ان يزيد تصنيفات سياسية اضافية فبرأيه ان اللبناني المسيحي المؤيد للعماد عون اقل شأنا من المؤيد لسمير جعجع -قاتل رؤساء الحكومات- مثلا, و ابن بلدة بشري -مثلا- مفضل على ابن بلدة البترون , و حتى ضمن بلدة البترون, هناك حي مار روكز مثلا اعلى مقاما من زاروب مار شلّيطا :97_old:
عموما, -و للكاتب الاحمق اقول, عندما يذهب البشر للعمل في صحرائكم البشعة, فهم لا يذهبون لسرقتكم و لا للعيش على أفضالكم, بل هم يقدمون لكم خدمات بما يوازي بل و يفوق بمراحل ما يتقاضونه منكم, و عليه , لا منة لطرف على اخر, و الامر عرض و طلب, و خبرات اللبنانيين (و باقي العمال الاجانب) و مهاراتهم و عقولهم هي ثمينة ايضا , و اثمن بمراحل من براميل نفطكم الاسود التي بها تظنون انكم امتلكتم البشر و عقولهم و مهاراتهم....
و اساسا فات الكاتب الغبي امر مهم متعارف عليه في كافة الاعراف الدولية و الانسانية: هناك فرق شاسع بين الحكومات و الانظمة و بين شعوبها, فمجرد ان النظام البدوي السعودي متصهين و عميل لا يعني بالضرورة ان ساكن الرياض او جدة او غيرها هو كذلك ايضا, و تعاملنا معه منفصل تماما عن نظرتنا لحكومته المتخلفة,
و كذلك الامر بالنسبة لامريكا و اي بلد اخر, بوش قد يكون اسوء زعيم و المحافظين الجدد اذاقوا منطقتنا الويلات, لكن ذلك لا يعني ان اتوقف عن زيارة امريكا و عن رعاية مصالحي هناك , فبوش الذي يأتي و يذهب, شيئ, و الولايات المتحدة بشعبها و شركاتها و مدنها و علاقاتها شيئ اخر تماما..... طبعا ذلك امر صعب على كاتب المقال النفطي العنصري الجاهل ان يفهمه...
|