Array
كثيرا ما أسمع عن قسوة الحياة الإجتماعية في الغرب
و انعكاس ذلك على العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة و العلاقة بين الجيران
و عن المادية المفرطة
للحد - الذي يصف به أصحاب تلك النظرة - الناس في الغرب بالآلات

و مع وجود الكثير من الزملاء في هذا النادي في تلك البلاد فأرجو منهم أن يوضحوا لنا حقيقة هذه المزاعم

:97:
[/quote]

الحياة الاجتماعية في الغرب فيها من القسوة بعض الشيء. أيام زمان كنا نقعد بالساعات على الجسر (الكوبري) ونتسامر ونضحك من القلب. هذه الأيام ولت. ولكن في الشرق نفسه هذا أيضا تغير والناس عامة يغلب عليها طابع الأنانية. لكن المجتمع الغربي عامة يغلب عليه طابع الفردية الشديدة وهذا له مزاياه وله عيوبه. في الشرق الناس مناخيرها في طيز بعض وكل واحد حاشر نفسه في أمور جاره أو جارته. في الغرب لا. كل واحد حر أن يفعل كيفما يشاء ودون عقاب المجتمع. جارتنا عندها ابن في العشرين ولها بويفريند وأنا أعرف ذلك وأتعامل معها ومع البويفريند بتاعها باحترام. هناك احترام للناس فيما يختارون. الشخصية الغربية ناضجة. زوجتي يمكن أن تشير لفتاة عرفتها من قبل الزواج على أنها صاحبتي وتقول لي your friend ودون أن يخيفها ذلك في شيء لأنها واثقة مني وتربت على الثقة وبلادها عودتها على الثقة. في المقابل خذ نحن تربينا على الخوف وكابوس الجنس راعبنا. ليته بوسعي أقدر أن أقول لزوجتي عن رجل تعرفه أنه صديقها. هي في وضع أفضل مني بكثير بسبب التربية الناضجة.

من جهة أن الغرب آلات، فهذا غير صحيح. لكن في الوقت نفسه حتى المهاجرين العرب يعملون عبيد للمال والنبي محمد قال هتك عبد الدينار وصدق هو في ذلك.

أحب حرية واستقلالية وليبرالية الغرب ولكني أحب جلسة السوريين حول مائدة الطعام والملوخية السورية ودفء المشاعر السورية.. لكني كلما اقتربت من المجتمع العربي في المهجر وبالأخص المجتمع القبطي كلما تعرضت للدغ مرة تلو المرة ولذلك اخترت العزلة بمزاجي. أقرب الناس مني وجدانيا لا يعيشون سوى في مسافات بعيدة أو خارج الولايات المتحدة.
عامة دفء المشاعر صفة إنسانية وليست مقصورة على الغرب أو الشرق. الإنسان هو الإنسان وستظل له/ لها مشاعر حارة تميزه/ تميزها، وبصرف النظر عن اللغة التي يتكلمها.