فيلم وثائقى بعنوان the bible's buried secrets عرض بالأمس على قناة
PBS وهذا رابط لموقع القناة وصفحة الفيلم

http://www.pbs.org/wgbh/nova/bible/meyers.html

خلاصة الفيلم أن التوراه هى بمثابة الفولكلور الشعبى لجماعة من البشر عاشت فى أرض كنعان أو مايعرف اليوم بفلسطين أما علاقتها بالتاريخ فهى أهون من خيوط العنكبوت وفى أفضل الأحوال علاقة مماسية بحيث تلتقى مع التاريخ فى نقطة واحدة ثم تفارقه بلارجعة.

وأنا قاعد أتفرج على الفيلم ورد على ذهنى خاطرتين;

أولا, أثناء دراستنا للتاريخ المصرى القديم بالمدارس لم يكن هناك أى ذكر لا لموسى ولا لخروج جماعى من مصر ولا لإنشقاق بحر ولا أى من هذا التهجيص تماما كما إنه لم يكن هناك أى إشارة لأدم وحواء فى منهج الأحياء ولكن كانت هناك نظرية التطور ورغم ذلك مازال كل هذا التهجيص هو السائد بين الناس بسبب لعنة الدين!

ثانيا, تعبير" أهل الكتاب" الذى يستخدمه المسلمون للإشارة إلى اليهود والمسيحيين قعدت أقلبه فى دماغى يمين وشمال لمحاولة سبر أغواره وفهم الظروف التى نشأ فيها وتوصلت إلى نظرية مفادها الأتى:

عندما تريد الإشارة إلى مجموعة من الناس تشير إليهم بأهم مايميزهم عن غيرهم فمثلا لو أسرة تمتلك سيارة مرسيدس بالحى سيشير إليهم الناس على أنهم أصحاب أو أهل المرسيدس وهكذا الحال عندما نقول أهل الطرب وأهل الفن وأهل الهوى إلخ

أنا مثلا عندى مكتبة شخصية بالبيت بها العديد من الكتب فهل أستحق أن يطلق على لقب "أهل الكتاب"? بالقطع لا لأنى ببساطة لست الوحيد الذى يمتلك مكتبة شخصية بل هناك ملايين غيرى بنفس الوضع وبالتالى فإمتلاكى لها لايميزنى عن غيرى ولكن لو كنت أنا الوحيد الذى أمتلك مكتبة لكان إطلاق عبارة" أهل الكتاب" على منطقيا وله معنى

الزمن الذى عاش فيه محمد كان زمن أغبر موغل فى البدائية والتخلف حتى بالنسبة لبعض الحضارات المعاصرة له ووجود بعض الأفراد فى هذا العصر يمتلكوا مايمكن أن نطلق عليه تجاوزا كتاب وهو فى حقيقته شوية نكش فراخ على جلود حيوانات كان حدث إستثنائى وغير عادى ولافت للنظر فهذا العصر الأغبر لم تكن به كتب خاصة وأن ثقافة العرب وقتها كانت ثقافة شفوية ,وبصرف النظر عن محتوى اللعنة المسماة بالتوراة إلا أنها كانت شئ مميز فى هذا العصر ولما كان هذا الكتاب اللعين هو أهم مالفت نظر محمد فقد أطلق عليهم وصف" أهل الكتاب" لتمييزهم عن غيرهم وبمرور الوقت طقت فى دماغ محمد وقال لنفسه إشمعنى هما يبقى عندهم كتاب وإحنالأ?fuck it وبدأ فى كتابة كتابه الخاص وطبعا لأن كتاب" أهل الكتاب" كان هو الكتاب الوحيد المتوفر بالأسواق وقتها كان هو أهم المصادر التى أعتمد عليها محمد فى فبركة كتابه الخاص مع إجراء بعض التعديلات لتلائم ظروفه الخاصة وحتى لاتكون العملية مهروشة وفى النهاية أصبح العرب لهم كتابهم الخاص كما أن "لأهل الكتاب" كتابهم ومع ذلك ظل "أهل الكتاب" محتفظين بلقبهم الذى أطلقه عليهم محمد رغم أن المسلمين فعليا أصبحوا هم الأخرين أهل كتاب!