{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مرثية لكل من أراد الرثاء
محمد سلوم غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 16
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
مرثية لكل من أراد الرثاء
مرثية لكل من أراد الرثاء...




تقربني المسافات نحو غصون الياسمين
أتهدَّلُ صادحاً،
كأنني حنجرةُ بلبلٍ أسير..

للوقت،
للزلل،
للخطى،
للأمسِ، أُنشدُكِ..
ليتيه في غمرةِ البعد
جذرك العميق

يا حدّاً يحدُّ البعد
يا قمراً تنكَّبَ زهرة
ألم يكن صدى قلبي مسموع؟
ألم يكن قلبي صدى للرجوع؟
ألم تكوني حروفي،
وكنتُ خلف نافذة
حضورك، إطلالةٌ للهمس
في ثوب احتجاج..

الله تمزَّق وشدَّه الفضاء،
تقلَّدَه عتمة..
الله في إنسان عينيك
سوادٌ تفحَّم ليُناقضَ البياض
وهو في الجسدِ الحي المتفجِّر
جمرتان،
اشتعالهما
لا يموت،
لأن الله لن يموت...

تعانقني نسماتٌ،
تلفحني أنفاس..
وهناك ارتداد
لصوتٍ عميق
عُلِّقَ لوحةً
في غرفةٍ سمراء
شَهدَت موت وليد النزوة
كفَّنتهُ بالضحى،
ورمت فوق كفنه تراب الغروب
وامَّحى بعده الطلاءُ وتفرَّق النور
وعدتُ لوحدتي،
تتغنَّجُ وترقصُ
فوق سجادةٍ،
صُنِعَت من خيوطِ رداءٍ سماوي
ألوانها مسافرةٌ
كأنها ألفُ ربيعٍ
كأنها هجرة وعودة دائمة للربيع...

الشامُ حُصِّنَت بعهرها
والدمع الذي شربتهُ طوال سنين
في نُقِيِّ الآلهة تصيَّر دماء
تخثَّرَ في شرايين الحياة...

الشام تُعتَّقُ من آلاف السنين
ولا ينضب خمرها...

تُعتَّقُ ليسكر بها طاغيةٌ مسكين
تعتَّقُ وتعبَّأُ في قوارير الكلمات
وبالنهايةِ يسكرُ بها الجميع...

حضنٌ غريب،
تمسَّك به جنوني
وكنتِ باردةً جداً وصقيعية...

حين كان الليل
يشهدُ موتَ الضمير،
حين ظلَّ صامتاً
متلفحاً وجناتٍ وجفون،
حينَ صارَ
ازدحام الموتُ مقرفاً،
حين فاض
من مُدامات المصير،
فكرنا مرةً أخرى بالحياة
وشطح الخيالُ نحو المآل
فضاعت الساعات
في ثنايا النفير
نفيرُ هبوبِ الأنفاسِ المُثقَلَةِ
بجموحٍ ذليلٍ
لتقبيلِ نعلِ النهار..

أعذارنا تربةٌ جرفيَّة
تتناقلها رياحٌ ومياهٌ غريبة
لا تعرف موطناً
لا تعرف سُكنى
وجبال الحقيقةِ العارية
تسلسلت مشكلةً
خسوفاً عابراً ومقيم
لنورٍ كلَّلَ التصحُّرَ
بظلمةٍ تهيمن وتستطيل
أعذارُنا أمواجٌ مارقة،
تتلاعب بها
رياحٌ تنتمي لكل اتجاه
أعذارنا
تحتاج
أعذار،
وهي لكل مروقٍ
شِراعٌ وإخطار
بأن الحياةَ لاحياة
وأن العيشَ صار ممات
وإننا في دنياهما هواة...

تمخَّضَ الحنينُ إليكِ
وكان الصراخُ امتداد
يهيمن على الذكرى
يتقلَّدُ حدَاد
تمخَّض الحنينُ وأنجبَ
مولولداً كسيحاً ملوثا
كانَ هامداً،
يشبه الانطفاء..

استدار وخلَّف
زعيقاً يشيرُ إليه
بأصابعَ كثيرة وعيونٍ شريدة
استدارَ وأكمل مشواره
واختفى بين النورِ والظلام...

11-23-2008, 12:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مرثية لكل من أراد الرثاء - بواسطة محمد سلوم - 11-23-2008, 12:55 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مرثية امرأة لا قيمة لها محارب النور 1 653 09-19-2006, 06:30 PM
آخر رد: محارب النور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS