{myadvertisements[zone_1]}
موضوع مغلق 
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
القادة الشيوعيون و المسألة الجنسية .
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
القادة الشيوعيون و المسألة الجنسية .
القادة الشيوعيون و المسألة الجنسية :


انه لمما يثير الاستغراب ، ذلك التشابه المدهش، في النظرة الى الجنس ، بين الاسلاميين السلفيين من جهة ، و الغالبية ، من الشيوعيين ، من جهة أخرى .

و لقد لاحظت ذلك ، في حواراتي مع الكثير من الزملاء الشيوعيين ، الذين احترم تجربتهم النضالية السياسية ، و مواقفهم المعارضة للقمع و الارهاب الذي تقوم به السلطات الرسمية بحقهم ، و قمع حرية الراي التي يعانون منها اينما كانوا ، في مجتمعات تعاني من التخلف ، اكثر مما تعاني من الالحاد .
و لقد شعرت بمرارة و انا احاور البعض ممن يعتبرون انفسهم مثقفين شيوعيين ، حول ضرورة الثورة الجنسية في مجتمعنا ، و التي هي جزء لا يتجزأ من الثورة العامة على كافة مظاهر التخلف ، في مجتمعنا العربي . و لقد راعني ، انهم محافظون ، بقدر ما للسلفي الاسلاموي من تحفظ ، في مسألة التحرر الجنسي .

و كنت فيما مضى ، أعذر السلفي المسلم ، لتشبثه بتلك النظرة المحافظة تجاه المسألة الجنسية ، بناءا على ما يتبعه ، من فكر ديني كلاسيكي يعود الى مرحلة قديمة من التاريخ ، و لذلك فلا غرابة ان كانت النظرة الجنسية تتسم بنوع من البدائية و التخلف . لكن ان تجد الشيوعي يتحدث بالطريقة نفسها ، وهو الذي يتحدث عن الدين بانه نظرة متخلفة عن الواقع ، و انه لم يعد مفيد عمليا ، و انه يحد من حرية المرأة ، و انه قاصر في نظرته للتطور .....الخ الخ ، فتلك مهزلة ، و تناقضا كبيرا علينا ان نبحث عن مبرراته . اذ كيف يمكن ان تتحدث عن ثورة عامة في المجتمع ، تنسف كل التقاليد القديمة ، و تستبدلها بمفاهيم و قيم و علاقات جديدة ، بينما انت ما زلت محافظا في مسالة التحرر الجنسي ، كمثل ذلك السلفي ، الذي تنتقده صبحا و مساء . و كيف تركز في نقدك للفكر الديني و انت لا تقل عنه محافظة ، خاصة ان نقد الفكر الديني يتركز على دور الدين من المراة .
و لدى اطلاعي على بعض المراجع التي يستقي منها اولئك الشيوعيين افكارهم المحافظة ، تبين لي ان مؤسسي الشيوعية ، و قادتها فيما بعد ، كانوا بالفعل محافظين جنسيا ، و لم يكن يهمهم من الثورة سوى التغيير السياسي ، و آخر ما كان يهمهم هو التحرر الجنسي ، بل انهم اعتبروا التحرر الجنسي مفسدة ، و الهاء للعمال ، عن العمل السياسي (لينين) ، او الهاء لهم عن الانتاج (ستالين) . و لقد جيروا الأولوية للصراع الطبقي في نظرتهم للقضية النسائية باعتبارها جزءا من القضية الاجتماعية العامة. فتحرر النساء والنضال من أجل انعتاقهن ، هو جزء من النضال الذي تخوضه الطبقة العاملة (رجال ونساء). فهو كذلك،يندرج ضمن الوحدة الطبقية لكل المستغلين والمضطهدين المرتكزة على وحدة الهدف: تحقيق الاشتراكية وبناء المجتمع الشيوعي.. و ان لاحاجة إذن لبناء تنظيمات نسائية منفصلة لأن النساء الاشتراكيات هن عضوات في التنظيم الحزبي بنفس الحقوق والواجبات التي للذكور . أي ان لديهن ما لدى الذكور ( من مشاعر الحيض و احاسيسه المؤلمة ، و تثيرهم العطور ، و تدوخهم الكلمة الجميلة ، و يعشقون الترتيب ، و لديهم مهارات خاصة بجنسهم ، و يتأثرون بكلمات العشق و الهيام ...الخ ) . و تسود نظرة ، ضيقة ، تقول بان الطرح الماركسي لتحرر المرأة ، يناقض النزعات الفردانية البرجوازية الصغيرة ، التي ترى أن تحرر النساء ، هو تحرر كل امرأة على حدة. فلا تحرر للمرأة بدون انتصار الاشتراكية .
ولا ادري ما الذي يمنع تحرر المرأة في السويد او المانيا او أي دولة متقدمة ، مع ان الاشتراكية لم تسود تلك البلاد . بل ان بعض المفكرين الغربيين بات يتحدث عن اضطهاد المراة للرجل في المجتمع الغربي ، اذ أصبحت اكثر قدرة منه على تحقيق ما ترغب في مجتمعها .

و للأسف أجد نفسي أضع بعضا من تلك المراجع التي ذكرت امامي و اكتشفت فيها تلك النظرة المحافظة لدى اشهر منظري الشيوعية .

عن كلارا زيتكن ، ذكرياتي عن لينين :

<< و يواصل لينين كلامه :
ان لائحة اخطاءك يا كلارا ، لم تنته بعد . لقد قيل لي انه خلال امسيات القراءة والمناقشة غالبا ما تثار مع العاملات قضايا ، الجنس والزواج . ويبدو وكأن ذلك يشكل الغرض الاساسي للتربية السياسية وعمل التثقيف . فلم اصدق اذني عندما سمعت ذلك . فبينما تعمل اول دولة لدكتاتورية البروليتاريا على النضال ضد اعداء الثورة في العالم اجمع ، وبينما تتطلب الحالة في المانيا اكبر وحدة لجميع قوى البروليتاريا الثورية لمواجهة الثورة المضادة التي تزداد عداء يوما بعد يوم ، تنكب اكثر الشيوعيات نشاطا على تحليل قضايا الجنس والزواج في الماضي والحاضر والمستقبل .... انهن يعتبرن ان واجبهن الاساسي هو زيادة اطلاع العاملة في هذا المجال ويبدو ان كراس احدى شيوعيات الذي يعالج قضية الجنس كثير الرواج . أية فوضى في هذا العمل !>>

نلاحظ هنا ، كيف أن لينين ، لا يريد للمسؤولات الحزبيات ، تشجيع بقية الرفيقات ، الشيوعيات ، على الثقافة الجنسية ، و تحليل قضايا الجنس ، و الزواج ، بقدر ما يريدهن ان يكن مجرد أدوات عمل لديه ، في حزبه النضالي ، أي مجرد آلات انتاجية سياسية ، لخدمة قضيته النضالية ! و يا لها من فوضى بنظر لينين المحافظ البرغماتي ، ان تهتم المراة بتطوير نفسها ثقافيا من الناحية الجنسية ، و ناحية حقوقها ، في علاقاتها مع الرجال ، من ضمن اهتماماتها العامة ! . و في جلسة لي مع المفكر الماركسي ، الليبرالي ، العفيف الاخضر ، كنا نتحدث فيها عن بعض القضايا الشيوعية ،اثارتني عبارة له ، اذ قال ، " لينين خرى" ، فقلت له متعجبا ، ماذا تقول يا عفيف ؟ قال ، ان في فكر كل عظيم ،ثقوب سوداء ! و لينين لا يختلف عن غيره في هذا الامر . كان ذلك في بداية الحرب الاهلية اللبنانية ، حيث كنا نلتقي بالعفيف الاخضر ، في بيروت الغربية .


<< و يواصل لينين كلامه :

ان حركة الشبيبة هي ايضا ملوثة بجرثومة التفسير الحديث لمسائل الجنس ومولعة بها الى آخر درجة.>>

و نلاحظ هنا اسلوب لينين المحافظ . فهو غير قادر على تقبل تلك الامنيات و الرغبات الثورية ،التي تحملها الشبيبة، بشان التغير الاجتماعي ، و العلاقات الحديثة بين الرجل و المراة . فهمه (من الهم ) هو التغيير السياسي ، و ما بعدها فهو ثانوي ،و قد يضر العمل النضالي !

و يواصل لينين في اسلوبه المحافظ ، فيقول :

<< وبالرغم من أنني بعيد عن شخصية الراهب القاسي ، يبدو لي ان ما يسمى (( بالحياة الجنسية الجديدة )) للشباب واحيانا حتى عند الناس الناضجين ، تظهر لي غالبا وكأنها بورجوازية صرف او كأنها نوع من بيوت الدعارة >> .

هل نجد هنا أبسط من هذا المثال ، للتدليل على سبب تخلف النظرة الجنسية عند اغلبية المثقفين الشيوعيين ، و ركونهم الى الاخلاقيات العشائرية في نظرتهم للمسألة الجنسية ، من هذا القول . اولم يكن لينين وقتها كراهب قاس في تشبيهه للعلاقات الجنسية " الجديدة " في عصره ، بانها دعارة ؟!!!

و يواصل الشيخ لينين كلامه قائلا :

<< اطلاقا، ان الشيوعية يجب الا تجلب التقشف بل الفرح بالحياة . انني بانتقادي هذا لا ادعي نشر التقشف في الحياة الجنسية ........... ، الا أنني أرى ان الافراط في الحياة الجنسية ، وهو ما نلاحظه في أيامنا ، لن يجلب
تلك البهجة ، و تلك الصحة ، بل يضعفهما . ومن المعلوم ان هذا سيء وسيء جدا في خلال الثورة >>

اذا فلينين ينتقد الافراط في الحياة الجنسية . و كأني أرى الناس تتساقط تعبا ، و ارهاقا ، امام لينين ، لكثرة ما يمارسون الجنس . ان لينين هنا ، لا يختلف عن أي عجوز في ايامنا هذه ينتقد تلك الحريات التي يسشاهدها بين الشباب و الصبايا ، بغض النظر عن الخلفية التي يستند اليها .

و في نص مقتبس من /مقتطفات من : فكر ماو تسي تونغ وشخصيته ، لستيوارت شرام ، نقرأ ما يلي :

<< واليوم ما عاد ماو ذلك النصير للحرية الجنسية ، وقد تم في عام 1951 حذف مقطع بهذا الخصوص من ((تقرير هونان)) . ذلك ان الطهرانية سائدة في الصين المعاصرة . ولكن القيود الجديدة التي فرضت على الحب والجنس قد فرضت ، والحق يقال ، باسم الانضباط الثوري .>>

نلاحظ هنا كيف ان ستيوارت شرام ، لم يجد ما يمدح به الفهم الماوي المتخلف و القاصر عن مواكبة المتغيرات الاجتماعية للحرية الجنسية ، سوى ان يقول بان ماوتسي تونغ ، لم يعد نصيرا للحرية الجنسية . فكيف يكون نصيرا لها ، و قد تحول ماوتسي تونغ الى ديكتاتور ، يكبح كل شكل من اشكال الحريات . و هل من يمنع حرية التعبير، او حرية التظاهر ، او حرية الكتابة ...الخ ، أن يسمح بحريات جنسية !!! و علينا الا ننسى ان ماو ، و هو اقطاعي ابن اقطاعي ، كان يحمل ثقافة جنسية متخلفة ، ولا يبرع الا في الثقافة التنظيمية ، و العمل السياسي ،و هذا ما أوصله الى السلطة . و قبل موته ، قال للصينيين ، عبارة قثم القرشي الشهيرة ، " اليوم اكملت لكم دينكم " ! حتى اصبح الكثير من الصينيين يقراون بقداسة ، الكتاب الاحمر ، الذي كتبه ماو ، بالطريقة التي يقرأ فيها الاسلاموي السلفي قرءآنه !

و كي لا أقع في التعميم ، فاني لا اتجاهل بعض الماركسيين الذين غردوا ، محلقين عاليا ، بعيدا عن ذلك السرب المحافظ ، و نذكر اهمهم عالم النفس الماركسي الشهير ، ولهلم رايخ ، الذي كان اول من أشاد بالقوانين الجديدة ، المتعلقة بالتحرر الجنسي ، و التي طبقتها ، على مراحل ، ثورة اكتوبر الشيوعية ، و ذلك في كتابه الشهير "الثورة و الثورة الجنسية " . الذي انصح بالاطلاع عليه ، لكل من لم يقراه ، خاصة الشيوعيين المحافظين جنسيا .



تحياتي



:Asmurf:
12-04-2008, 04:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو
{myadvertisements[zone_3]}
موضوع مغلق 


الردود في هذا الموضوع
القادة الشيوعيون و المسألة الجنسية . - بواسطة Awarfie - 12-04-2008, 04:23 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  محاورة عن التربية الجنسية نبيل حاجي نائف 1 1,117 08-21-2008, 10:25 AM
آخر رد: نبيل حاجي نائف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS