سألني الأخ فانسي هوني عن تعبير المجادلات البيزنطية وسبب منشأه ومن المحتمل أنه رأى نفوري من مسائل الجدل الديني وأني أسميها بحق "جدل بيزنطي". والآن يا أخ فانسي أنا أقرأ كتاب لرجل أعتبره مثل أعلى لي على وجوه عديدة وهو فرح أنطون وتعرض في كتابه لقصة هذا التعبير حيث قال إن التعصب الديني يفسد جو أفكار الأمة إذ يلهيها بالمجادلات الدينية العقيمة والمناظرات التافهة السقيمة عن العمل لصالحها ومنافعها. وأي شيء كالمجادلات الدينية والمنافسات المـِليّـة يثير النفوس ويفني نشاطها وسدىّ ويشغلها عن كل شغل. إن عند الإفرنج رسماً مشهوراً يرمون به إلى حالة كهذه الحالة. وهو رسم أهل بيزنطه يتخاصمون ويتنازعون في خلافاتهم الدينية التافهة بينما ترى محمد الفاتح بجنده الجرار تحت أسوار مدينتهم يشدد عليها الحصار لفتحها. وقد فتحها واستولى عليها ولا بدع فما برحت قوة العمل قاهرة قوة الجدل.

(عن كتاب للدكتور ميشال جحال في سلسلة الأعمال المجهولة عن فرح أنطون صادر عن رياض الريس للكتب والنشر عام 1998).

سأحاول أن أبحث لك عن الرسم المشهور هذا والذي يصور أهل بينزنطه في جدلهم البيزنطي والسلطان محمد الفاتح يقتحم أسوارهم بجنده الجرار وهم لا يزالون يتجادلون...

في التاريخ درس لكل من يحبون الجدل لذات الجدل وإفناء مواردهم الشخصية وطاقتهم دون طائل وجلّ ما يربحونه لا يتجاوز سوى انتصار كلامي.

الطريف أن العربان وخاصة المسلمين منهم يدعونك للمناظرة هو يقصدون دعوة للجدل الكلامي وفاتهم أن المناظرة فن إغريقي فلسفي له أصولها وإتيكيته ولا يمت بما يفعله أحمد ديدات وأخلاق الرعاع هذه في شيء.

يمكن الإفادة أيضا من المادة التالية عن سقوط قسطنطينية في ذلك اليوم النحس في أيدي حفنة من الجراذن والتي تعيش عالة على العالم المتحضر:

http://en.wikipedia.org/wiki/Fall_of_Constantinople