كوبونات الغذاء لا يتم إعطائها بسهولة في أميركا. حاولت الحصول عليها لأجل ضيف مصري وكان الأمر معقد جداً. وحتى وجود كوبونات الغذاء في أميركا لا يعيب أميركا ولكن هذا معناه أن هذه شعوب تبذل أقصى مجهود ممكن للاهتمام بأبنائها. إذا هناك عدة منافذ.. هناك كوبونات الغذاء وهناك مؤسسات خيرية من كل شكل ولون لتوفير المواد الغذائية في حالة الحاجة لسبب أو لآخر. لو واحد أعطاني مبلغ ضخم تبرع لمساعدة الناس هذا المبلغ لا يتم حسابه ضرائبياً. الحكومة تشجع الناس على العمل الخيري. لأني مسجل في مصلحة الضرائب على أني مصلحة خيرية أذهب كل ثلاثاء لجمع الخبز المتبقي من المطعم وأجمعه بكميات غزيرة وفي صباح الأربعاء آخذه لمبنى لتوزيعه حيث يأخذه ناس من كل جنسية ودون أن أرى وجه واحد منهم. كثيراً ما تمنيت وجود متطوعين معي حتى أقوم بتوزيعهم على أكثر من مطعم. الدولة تشجع على العمل الخيري. هل هذا يعيبها؟ هل يعيبها أنها سيحكمها رئيس أسود من أب إفريقي مسلم؟ هل يعيبها أنها تقوم بتوزيع كوبونات غذائية عند اقتضاء الحاجة؟

نعم الاقتصاد الأميركي الآن يمر بمرحلة صعبة ولكنه ليس الوحيد فهذه أزمة تمر بها جميع بلاد العالم. هبط سعر الجاز للسيارات بشكل أكثر من رائع. صحيح أن البلد هنا في حالة اقتصادية مش ولابد ولكن هذا لا يؤثر على معاشنا بشكل يؤرق مضاجعنا أو يخيفنا من حاضر أو مستقبل. هناك شعور بالأمان.

أريد أن أرى مطاعم في أي بلد عربي تقوم بتخصيص حصة كبيرة من الخبز لتوزيعه على الفقراء مثلما يفعلون هنا في أميركا. تكلفة أسعار الخبز عندما تصبح همّ لدى الإنسان فأي حياة هذه؟! في بلدي مصر يقتتلون على رغيف الخبز حول الأفران. لو أن الناس كان عندها ضمير وقامت المطاعم بتكريس كمية من الخبز للتوزيع المجاني مثلما يفعلون في أميركا.. ليس مع الخبز وحده وبل مع الكتب هل كنا سنجد هذه المجاعة؟ عندما أذهب لاحضار الخبز المتبقي أحضر كميات كبيرة من الحلويات ومعظمها أو تقريباً كلها أقوم بإعطائها إما للمكتبة أو محلات الكتب والتي تقوم على نشر المعرفة مجاناً وتوزيع كتب مجانية حتى ما أشجعهم هم بدورهم على العطاء المجاني. أليس من العار أن الحصول على الكتاب في مصر بلدي قد يكون خيار آخر مع شراء ملابس أو لا؟ أين الضمائر الحية؟ لا أريد انتصار لأميركا أو أي سياسة إمبريالية ولكن لفت نظري تشفيك أنه يحكمنا الآن رئيس أسود وداكن البشرة السوداء... على فكرة هو ليس داكن السواد كما قلتِ بتعبيرك المزعج "افريقي داكن السواد". لأنك عربية بكل بساطة تطوعتِ لمعايرة بني آدم ببشرته الداكنة السواد. هذا أمر لا يتورعون من المعايرة به وعلانية وبكل........ الشعوب العربية نفسها خليط من أجناس عدة وكثير منها بشرته سوداء وهذا لا يعيب أي إنسان بل كثير من الإفريقيات السودوات "الداكنة السوداء" تفوحنّ بأنوثة وجاذبية وإغراء قلما يوجد له أي مثيل.

ما المشكلة في أن تكون البشرة داكنة السواد يا نسمة؟

أريد من فضلك إجابة محددة على هذا التعليق في توقيعك.