أملأ كاسك و ضعه أمامك, واقرأ معي الموضوع..


وزن الأرض 6000000000000000000000 طن. أو ستة بليون ترليون طن. أنا لا أعرف كيف تم وزنها أو بدقة أكثر ما هي الآلية التي تمت لوزن الأرض’ الا أن جميع المراجع أتفقت على هذا الرقم..

الملفت هو أن وزن الأرض لا يزيد و لا يتقص. سواء أمتلأت الأرض بترليونات من البشر أو الماشية أو بلايين الأطنان من الأجهزة فان وزن الأرض لا يزيد. فالكائنات الحية بما فيها أخونا الانسان هم نتاج أرضي. فوالده "شوف ايش طفح ليلتها", ثم قام على "الماما" و بعد اشباعها بمنيه قامت البويضة بأخذ ذلك الحيوان المنوي من وسط عشرة مليون حيوان منوي. و باقي الحيوانات سيكون مصيرهم "بوديه" الحمام ثم الى المصارف الصحية لتنتهي عند المصب فتتبخر الى ماء ثم تهبط الى الأرض, على اي دولة, اي قد تسقط تلك قطرات المطر على جواتيمالا لتسقي شجر البانجو التي يتعاطاها أمريكي في بار في نيويرك.

أيضا هذا الحيوان المنوي يمتليء في بطن أمه من ذلك الماء و تلك الأطعمة الأرضية, قيأخذ الجنين نصيبه من تلك المواد الأرضية, ثم تقذف والدته بباقي تلك الواردات الطبيعية الى مصبات الصرف الصحي ثم التبخير ثم جواتيمالا الى الأمريكي في نيو يورك. أيضا حين يكبر هذا الجنين و يتحول الى طفل ثم شاب ثم رجل ثم كهل ثم شيخ ثم أقرب مقبرة (أتعبوني أهلي في جدة فهم يوصون بدفنهم في المعلاة بمكة ليكون أول المبعثين حين ينفخ في الصور..هيا ألحقه..!!).

و كون الانسان ابن الأرض, و كون الأرض اكثر من ثلثيها ماء, فان الانسان ثلثيه ماء, و بالتالي فان ثلثيه يتبخر بعد ستة ساعات في الشتاء و في الصيف فالتبخير أسرع من القدر الكاتم. اي أنه سوف يتبخر ثلثيه بعد سويعات قليلة, و يطير الى السماء, ثم جواتيمالا ثم نفس البار في نيويرك ثم..يظل أقل من ثلثه ليتحول الى كائنات بروتينية شيء يطير و شيء يزحف و شيء يحبو ثم تصل الى أنف نيجيري يقوم بسحبها نحو قصبته الهوائية ثم يطردها من أمعائه, ثم جواتيمالا ثم البار..

باختصار, كل الكائنات الحية على الأرض, تطير الى السماء كابخرة, ثم تهبط على الأرض, ثم جوف الانسان أو جوف حيون, ثم أبخرة ثم سماء ثم جواتيمالا الخ..وأول التبخير هو دم الانسان, الذي حمل مشاعره طوال حياته, و نحن نسميها مشاعر و الحقيقة أنها مجرد كيماويات عبثية. مثلا, أن وزن الانزال المنوي من الشاب بعد معاشرة جنسية رائعة, هي نفسها التي تنول منه حين يشنق.."عشان تبطل معائرة.."

ثم قد يصيح البعض, وهم كثير, طيب وين الزمن؟ نقول لهم و بصراحة و دون جرح, ان المجرة التي نعيش على أحد كواكبها منزوعة الزمن تماما. فالأرض هي التي تدور زي المومس حول الشمس و يدور ابنها الخول القمر حولها. و ليس لهم علاقة بأي زمن. فالقمر سيبتعد و الشمس ستبرد حتى ينحصر السكان على خط الاستواء, ثم النهاية..

والنهاية, كما كانت البداية..

الآن خذ كأسك واشربه كله "بوتمز آب" و اصرخ معي بأعلى صوتك..

لا شيء هنا..لا شيء هناك..!!

حسام راغب..