الدكتور كامل النجار لا أراه مصيباً فيما ذهب إليه لأن الوحي في المسيحية وفي التراث البيبلي عامة ليس إملائي في حين هو في القرآن إملائي لفظي. منذ البدء والمسيحي يقرّ بعنصر الوساطة البشرية في الوحي في الإنجيل وأما المسلم فنظرته مختلفة اختلاف جذري من البداية وبالتالي المقابلة بصراحة غير واردة. هو يأمل أن المسلم يتخلص من عقدة الوحي الإملائي ونحن نأمل معه ولكن هذا غير واقعي يا دكتور النجار لأن المسلم مفطور من البداية على الاعتقاد بالوحي الإملائي ونصوص القرآن نفسه تأتي بهذه الروح مثل "قل يا أيها النبي". لو سألنا أي مسلم عامي بسيط من القائل؟ سيرد: رب العزة تبارك وتعالى. وعليه سواء مضت ألف سنة ومليون سنة لا أرى بديل في الفهم الإسلامي للوحي الإملائي اللفظي. إملاء القرآن اللفظي كلمة بكلمة شيء لن يتبدل حتى لو بعد مليون سنة.

وعليه.. عزيزي الحكيم.. الفرقة الناجية التي تؤكد حرفانية الوحي هي ليست فرقة صغيرة بالمرة بل هي والدي ووالدك وكل المسلمين. انظر لهم وهم يستمعون لشرائط القرآن وعبد الباسط والمصحف وتقديس أوراق المصحف نفسها.. الورق اللي القرآن مكتوب عليه مقدس تقديس غير عادي. التخلي عن الوحي الإملائي استحالة ولو حدث فسيحدث هذا مع فريق ليبراليين وينظر الجميع لهم نظرة شك وريبة على أنهم عملاء وخونة إلخ.