لاتنتهي اقتباسات الاسلام من الاديان الوثنية عند اسم الاله فقط، بل تمتد الى استخدام تصوراتهم البدائية ايضا، عن خلق العالم وخلق الانسان، لتمتد حتى الى اساطيرهم الاخرى. وعلى الرغم ان مؤلف القرآن اشار بكل شفافية الى انه يقص قصص، إلا ان المثير ان هذه القصص هي (عن حق) تكرار لاساطير الاولين ، على الرغم من ان مؤلف القرآن حاول نفي هذه التهمة عن نفسه، ومع ذلك لم يجد الموهبة الكافية لتأليف قصصه الخاصة، واستمر بالاقتباس حتى النهاية. في النتيجة يقدم لنا منهجا مقتبسا بأكمله، في قصصه وطقوسه وكلماته..
قصة خلق العالم تتطابق مع مثيلتها عند السومريين وابناء بلاد رع (مصر القديمة)..
البابليين كانوا يعتقدون ان في البدء كان عالم الالهة ، حيث العرش (رمز السلطة) والماء. بعد ذلك خلق الاله الاصلي الارض والسماء ووسع بينهم بالهواء. وهو ذات التصور الاسلامي. وليس من الغريب ان يتكرر هذا التصور، فقد كان حقيقة شائعة لكونها تعتمد على النظر، حيث يرى الانسان القديم سقفا ازرق مزين بالمصابيح، وبعض الانوار المتحركة والشمس والقمر، واعتقد ان هذا هو العالم كله. لذلك نجد ان التصور القرآني يتطابق مع التصور الشائع والتاريخي.. بما فيه الاعتقاد ان النجوم مصابيح لتزيين السماء، وكأن السماء سقف حقيقي.
والمثير ان الله الاسلامي يقوم بتمثيل دور الالهة الوثنية القديمة، ليخلق الانسان بذات الطريقة التي مثل الانسان آلهته منها: من الطين. ان الاله السماوي يسير الى خطى الالهة الوثنية، على الرغم من انه يدعي ان يخلق بطريقة " الكن فيكون"، ومع ذلك نجده انه يقتبس طريقة الخلق الوثنية، عوضا عن ان يكتفي بقول " كن فيكون".. وفي الحقيقة، فإن الله لايعمل شئ من اللاشئ، وانما دائما من الشئ، حيث الشئ كان موجودا على الدوام، فما هو الخلق اذن؟
في الحكمة الطاوية الصينية القديمة (قبل الاديان السماوية) نجد التالي::
"الطاو ولد الواحد، الواحد ولد الاثنين؛ الاثنان ولدا الثلاثة؛ الثلاثة ولدوا العشرة آلاف كائن؛ والعشرة آلاف كائن يحملون اليِن على ظهورهم ويعانقون اليَنغ." الطاو هو المبدأ الأسمى في الحكمة الطاوية، وقد صدر عنه أولاً الواحد. والواحد يمثِّل بشكل ما في الطاوية اللاتمايز والشواش المتجانس. وعنه صدر اليِن واليَنغ، القطبان المندغمان في وحدة كلية. وبهما تشكَّل الثالوث، أو أنفاس الطاقة الثلاثة، النَفَس النقي والنفس النجس والنفس المختلط. وبها تشكل بالتتالي السماء والأرض والإنسان. ومن السماء والأرض معاً ولد العشرة آلاف كائن. السماء قدَّمت البذور والأرض حوَّلتها والإنسان رعاها وغذَّاها.
(التكوين في الحضارات القديمة،يوسف الخوري).
ان مردوخ السومري هو الذي يخلق آدم، ويمكن قراءة
(مقارنة بين خلق آدم وانكيدو) للكاتب والتر رينهولد
، يرى كيفية اقتباس مفاهيم الخير والشر، وتعليم الانسان مالم يعلم، ومفهوم الجنة والطرد منها، وستر العورة بعد اكل الفاكهة المحرمة. كل هذه الامور اقتبسها الاسلام عن اليهودية التي اقتبستها بدورها عن السومرية. بل حتى عثر على اسطوانة طينية تظهر فيها حواء والحية.. وحتى فكرة خلق حواء من ضلع ادم قادمة عن الاساطير السومرية..وأدم خلقه الخالق انكي
(راجع " السومرية رحم الاسلام)
والسومرية هي التي اخترعت مملكة الموت، (شيئول) وملك الموت، حيث اللاعودة، والعفن والاندثار، في حين من يشرب الماء المقدسة يحصل على مكانة مرموقة في (العالم الاخر)، وبذلك تكون قد اخترعت سعي الانسان للوصول الى الحياة الابدية ، ووضعت حجر الاساس للجنة والنار على الطريقة الاسلامية، مع ان الاساطير السومرية اعطت الكثير من الاوصاف التي تتطابق مع مايحدث في جهنم الاسلام. مثلا يشيرون الى ان الخاطئ سيحظى بصحراء حارة في حين البساتين والمياه النقية للصالحين...
(راجع " رحلة الى بابل القديمة")
ومؤلف القرآن لديه فكرة ظاهرية مأخوذة عن اساطير الوثنيين القدماء عن وضع مملكة ، إذ كان يعتقد بصراع الالهة اذا تعددت، وهو الانطباع الاول الذي تقدمه اساطير البشر الاوائل، حسب السيناريو الذي وضعوه للالهة، في حين مؤلف القرآن نظر الى مملكة السماء حسب وضع دولة رومانية من عصره، فوجد ان تعدد الملوك يؤدي الى الحروب، وان القياصرة والملوك لايحبون تقاسم السلطة، ليظهر لنا الله يفكر بطريقة القياصرة لا فالسلطة في مملكة الله يجب ان تكون فردية، بالذات لان الالوهية هي روح ديكتاتورية ساعية للسلطة ، وشخصية الاله ممتلئة بالنرجسية الذاتية.." يقول "ولو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا" الانبياء 22، والغريب ان يقول ايضا " لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا" (الاسراء 42)" انه على المنصب، والالهة لاتجيد التفاهم، ومع ذلك يدعون قدرتهم على توجيه النصائح المفيدة وينسون انفسهم.
يتبع..