مرحباً للجميع :
لو تركنا العواطف جانباً ... فإنني لا أحبذ لغة الأحذية .... لكن دعونا ندقق بالمشهد ككل ودلالاته الرمزية .....
برأي الشخصي كان المشهد مناسباً جداً وله أبعاده الإيجابية .... كيف ذلك ....
أولاً من ضرب الحذاء هو عراقي ... وكونه عراقي فقد أوصل رسالته بشكل بليغ تماماً لأننا لو دققنا في المشهد لرأينا أن هذا الصحفي لم يحمل سلاح ويقتل بوش وبذلك سيصبح بوش شهيد الإنسانية وأيضاً لم يكتفي بشعار أو لوحة مكتوبة منددة بالسياسة الأمريكية وبالتالي المشهد عادي ومكرر وربما أقل .... المشهد ببساطة رئيس دولة تحتل العراق ضُرب بحذاء من مواطن دولة تحت الإحتلال ... فلو حكمنا عقولنا المشهد طبيعي جداً ... مواطن يقذف محتله بالحذاء ...!! ....
تعالوا لنأخذ الصورة النقيضة لو قام مواطن عربي سوري (مثلاً) بضرب بوش بالحذاء فلن يكون الأمر مفهوماً جداً من الآخرين وربما نسبوه كمواطن محسوب على المحور السوري البتنجاني ...!!
ولكنه ببساطة شديدة عراقي ....
أكثر من ذلك إنه يساري ...!!
تصوروا معي لو كان إسلامي متشدد ... لكن المشهد أيضاً غير مفهوم كثيراً لأنه سيفسر على أنه في سياق صراع الوجود بين القاعدة وبوش وبالتالي تمييع قضية الاحتلال الأمريكي للعراق .....
تصوروا معي لو تم ذلك خارج العراق .... وخصوصاُ في دولة عربية لقيل أنه ربما عميل مأجور من دولة عربية أخرى ليهز الأمن القومي للبلد المضيف ....
بإختصار شديد لقد ضحى منتظر الزيدي بمستقبله المهني كمراسل وفضل أن يكون مواطن عراقي لا أكثر ولا أقل ...!!

اليوم قد يعتقد البعض أن هناك سلبيات سوف تبرز نتيجة هذا الموقف .... نعم سوف أقول لكم ما هي السلبيات
سوف يحرص الزعماء الغربيين على ظهورهم الإعلامي في الدول العربية وخصوصاً العراق وسوف يعرفون قيمة الدكتاتوريات العربية
كل زعيم عربي وخصوصاً من يساير السياسة الأجنبية على حساب شعبه سوف يدرك أن المشهد قابل للتكرار وبالتالي سوف يقلل من المؤتمرات الصحفية رغم قلتها أصلاً

إن منتظر الزيدي (رغم موقفه العفوي) قد وجه رسالة بليغة لحكام العالم والعرب خصوصاً ... لحكام العالم لا تنتظروا منا ( نحن الشعوب )شكراً نتيجة سياساتكم العدائية لنا .... ولحكام العرب وقوفكم بجانب أي رئيس مقبل لدولة تعادي مصالح شعوب المنطقة لن يمنعنا من رميه بالحذاء وبالتالي التقليل من هبيتكم قبل هبيته ....
لقد كسرت هبية بوش كرئيس دولة عظمى نعم .... لكن دققوا معي لقد كسرت هبية كل زعيم عربي صديق لبوش (قبل ذلك) ابتداءاً من المالكي وصولاً إلى ملك السعودية الذي رقص (كالكراكوز) أمام بوش ... فهل سيدرك الحكام العرب أن الشعوب ملت خياراتها الداخلية والخارجية ..
نأمل أن يتعلم الحكام العرب جميعاً دون استثناء أنه آن الآوان لتحقيق مصالح الشعوب لا مصالحهم هم ...

تحياتي للجميع