من الجيد أن يحصل مناضلنا الكبير الأستاذ رياض الترك على الإحترام من قبل حلالة ملكة الملكات .فقد تصورت أنه في أفضل الأحوال سوف يحصل على نظرة شفقة من عيناها الملكيتان .

رياض الترك الذي أمضى مايقارب ثلث صنوات عمره في زنزانة انفرادية محروما من أبسط الحقوق الإنسانية،لم يضعف فيها ولم يساوم .ولم يتراجع قيد أنملة عن موقف آمن به ولم تثنيه قسوة الجلاد ودمويته عن الحلم بمستقبل أكثر إنسانية لوطنه ومجتمعه .هذا الرجل العظيم الذي لم تثنه سنوات سبعين مثقلة بالهموم والمتاعب وعسف الجلاد وسطوة الطاغية .ووقف بكل شمم وكبرياء في قاعة المحكمة مسميا الأشياء بأسمائها، ناعتا حافظ الأسد بالديكتاتور الدموي .تستكثر علينا جلالة الملكة أن نكبر فيه مواقفه المبدئية ودفاعه عن مبادئه وعقيدته حتى النهاية .


وفي حين أن محنة مانديلا الحقيقي تعتبر ملهاة أطفال مقارنة بمأساة مناضلنا الكبير رياض الترك فالبعض يستغرب الهالة الكبيرة التي أحاطها به محبوه ومناصروه .هل تدركين سيدتي الجميلة أن أنصار رياض الترك ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية من أقصى اليمين الديني إلى أقصى اليسار الشيوعي .هل تعلمين أن رصيده يتزايد بين مختلف طبقات الشعب السوري لما لمسه الجميع من صدق ونبل وتفان في كل مواقفه السياسية .

لقد قضى مانديلا الحقيقي سبع وعشرون عاما في السجن الذي أكاد أجزم أنه جنه مقارنة بالزنزانة الإنفرادية الحقيرة التي قبع فيها الترك .وقد كانت زوجة مانديلا (ويني )حرة في عقد المؤتمرات وقيادة المظاهرات والسفر لشرح قضية زوجها في المحافل الدولية وبرلمانات الدول العظمى فيما عانت السيدة الفاضلة زوجة الترك من أقسى أنواع الملاحقة والإضطهاد من منع للسفر ومراجعة شهرية إن لم تكن يومية أحيانا لأقسام الأمن .وفي حين تعاملت الشرطة "العنصرية "مع مظاهرات واعتصامات أنصار مانديلا بالهراوات والرضاص المطاطي وأحيانا بالرصاص الحي.فقد كانت عناصر الأمن عندنا جاهزة للتصدي بقاذفات الصواريخ والرشاشات الثقيلة والمتوسطة مع محاولات تنظيم تظاهرة بسيطة .

رياض الترك سيدتي الملكة أصبح رمزا وطنيا كبيرا .ولاتعتقدي أننا اقتنعنا بالأرقام المضحكة التي أوردتها منذ قليل فالرجل أصبح رمزا لروح المقاومة في شعبنا المصابر .وهو يكبر كل يوم ولن أستغرب أن تكنس صورته الكبيرة ملايين الصور المضحكة التي أجبرنا الجلاد على رسمها لديكتاتوره البائس وخليفته "التحفة" بشار الأسد .