أخي العزيز "بني آدم":

مرحباً بك وكل سنة وأنت طيب.

من الحياة تعلمت أني عندما أتحدث إلى فتاة اغتصبها أبوها القسيس أنه من المحال أن أقنعها بأبوة الله لها. من المحال أن أقنع فتاة تعرضت للاغتصاب أنه هناك ما كان يجب عليها وما كان لا يجب. لا يوجد منطق بالضرورة أمام حوادث الاغتصاب ولكن هناك غضب بداخل الفتاة المغتصبة تجاه أبيها اللي اغتصبها أو الشماس في الكنيسة اللي اغتصبها إلخ.

وهذه فتاة واحدة يا أخي العزيز! فما بالك بوطن بأكمله يتم اغتصابه وفي وضح النهار وبموافقة حكامه وتواطئهم! أنقول لهم أن لا ينفجروا في بركان الغضب بهذا الشكل أو لا؟ زوجتي الأميركية نفسها امتدحت ثورة الغضب من هذا الشاب الذي ألقى الصرمة القديمة في وجه بوش وهي وطنية وتحب بلدها الذي أعطاها ما لم يعطني بلدي إياه في مصر ومع ذلك كانت في سعادة لا تقارن بأي سعادة وهي ترى الجزمة القديمة تتنتف على بوش. لماذا؟ لأن عاطفة الإنسانية هنا ستطغى فوق أي عاطفة وسنقف بجوار المغتصب أياً كانت جنسياتنا وندافع عن حقه. المغتصب هنا هو وطن.

وما رأيته من بوش ليس طيبة بل هي حنكة دبلوماسية والتظاهر بأنه أخذ الموقف بدعابة وهو من الداخل يغلي. في المجتمع الأميركي وبعكسنا نحن العربان الغضب يسيء جداً للشخص الغاضب فتجد الشخص منهم يبتسم وهو في الداخل يسب ويلعن ويجدف بِأبشع الألفاظ التي تخطر على بالك. هل تتوقع بوش أن يعبس وجهه وهو رئيس دولة وكأنه حاكم عربي؟ طبعاً لا. لابد أن يبتسم ويتظاهر أنه أخذ الموقف بروح برياضية. من أكبر عيوب المجتمع الأميركي أنه ينكر مشاعره ويخفيها في حين نحن العرب كالبركان ننفجر ولا نخفي شيء.

ورمي الناس بالقنابل في مترو لندن شيء.....

ورمي من اغتصب المرأة في وضح النهار بالحذاء شيء آخر..... بوش اغتصب امرأة اسمها العراق وقتل أطفالها وأراملها. هذا يختلف تماماً عن حوادث الإرهاب في لندن وغيره.

وصدام ليس السبب فيما فعله الأميركان به ولكنه كان "الذريعة". تذرعوا به حتى يجدوا مبرر لغزو بلد عربي وينتقموا من العرب لأجل حوادث 11 سبتمبر بتعيين قطعة أرض عربية لتكون مجزرة يتم نحر أطفال العرب وأراملهم عليها ثم يقولون لهم نحن أتينا لكم لنكون لكم أعماماً فأنتم بدوننا أيتام وقد آتيناكم بالديموقراطية.... على مين الكلام ده؟! أهطل من يبلع هذا الطعم.

مودتي واحتراماتي لك أخي العزيز.