مفهوم الروح الذي يحاول زميلنا العزيز ابانوب هنا إثباته غير مثبت إبتداء.
إذ أنه يستدل بما هو متنازع عليه. لذا قد نقول أن هذا هو مفهوم الروح لديه، وليس بالضرورة أن يمثل واقع الروح.

أما واقع الروح، فإن أردنا أن نشرح الإنسان باحثين عن الروح التي يتحدث عنها الزميل أبانوب فلن نجدها، فلا يمكن وقوع أي من الحواس عليها، لذا تخرج الروح التي يتحدث عنها من البحث العقلي.
أما إذا أردنا اعتبارها من الغيب الذي يحدثنا الله عنه، فهنا يجب أن نعلم عم نتحدث، أهي سر الحياة؟ أهي أمر غير سر الحياة خاص بالبشر؟ أم هي حالة ما طارئة على الإنسان تصيبه ‘ن تشبع بمفاهيم معينة تجعله يبحث عن الصلة بالخالق في كل شيء وفي كل فعل؟

أما إن كانت غيبا، فسأتجاوز جدلا الخلاف بيني وبينه في مدى نسبة كتابه إلى الله، وسأنظر ماذا يحدثنا كتابه عن الروح وماهيتها، على فرض أن كتابه موحى به من الله.
فهل تحدث الكتاب الذي يؤمن به أبانوب بأنه من عند الله عن الروح بوصفها سر حياة؟ أم بوصفها شيئا مميزا للبشر غير سر الحياة؟ أم غير ذلك؟

نحن ننتظر من الزميل العزيز أن يزودنا بما ورد، مع التفسير المعتبر لديه، حيث أننا مهتمين بمعرفة ماهية الروح عنده.

اقتباس:  Abanoob   كتب/كتبت  
الحيوان يتكون من جسد ونفس حية غير عاقلة
الانسان يتكون من جسد ونفس حية عاقلة وروح خالدة

الروح هى نفخة الله (الله روح) فى الإنسان ... لاحظوا معى ما يقوله الله فى سفر التكوين عن خلقه للبهائم :

تكوين 1:
24  وقال الله [COLOR=Blue]لتخرج الارض

وأنظروا ماذا يقول عن خلق الإنسان :

تكوين 2:
7  [COLOR=Blue]وجبل

إن الكتاب المقدس يستخدم كلمة "نفس" أحياناً للدلاله على "الروح" ويستخدم كلمة "روح" للدلالة على "النفس" ...

نفخة الله أعطى بها الله الى الانسان تلك الروح الخالدة لأنها من الله الروح الخالدة .

إذاً الانسان ترابى وروحانى .... للجسد (الترابى) متطلباته وللروح متطلباتها وبالطبع كلاهما متعارضان .

الجسد يطلب الراحة والطعام واللذة ويبتعد عن الألم والتعب ...
أما الروح فيطلب الإتصال مع منشأه الأول (نفخ فى أنفه نسمة حياة) .... فيقف ليصلى ليتواصل مع مصدره الأصلى .... تجد الروح راحتها وسكونها بالتواصل مع مصدرها ...

يوجد من يعيش متوازناً بين متطلبات الجسد والروح فلا يجور أى منهما على الآخر ... وهم من يقال عنهم : الطريق الوسطى خلصت كثيرين .

ويوجد من كان له من الإيمان ما يعطيه القدرة والتحمل والصبر على قمع جسده وإذلاله لترك المساحة للروح لتحلق مع خالقها ومصدرها وراحتها الحقيقة ... وهؤلاء من يقال عنهم تائهين فى البرارى والمغائر وشقوق الجبال وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم .

وهناك من يقمع روحه بإعطاء جسده اللذة فى أوج صورها ... وهؤلاء تقزمت أرواحهم لدرجة أن الكتاب يقول عنهم : نفسانيون لا روح لهم .

يقول القديس بولس الرسول : أقمع جسدى وأستعبده لئلا بعدما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضاً ..

يحاول الشيطان أن يخدع البشر بإنكار ورفض أن لهم روحاً خالدة لكى يستسلم البشر الى الجسد وملذاته ويمارس الجسد كل محرم بدون تبكيت الضمير ... وبهذا يصير الشيطان ملكاً متوجاً على هذا الإنسان يسوقه فى أى إتجار .. ولما لا وقد ملك إرادته وجسده وروحه ... قد صار هذا الإنسان عبداً للشيطان ... ويا للعجب يظن هذا الانسان التعس أنه حراً ويسخر من عبيد الله الحقيقيين ويقول عن إيمانهم أوهام ومحض خيالات ولا يعلم أنه هو الذى صار وهماً وفى جهنم يتلاعب خياله .