عزيزي Greg:

يبدو لي أنك تسرعت في القراءة. في أي مكان يحدث أن يقوم الأب بتعريف بنته لشاب يستحسنه وتكثر دعابات من قبيل أنه صهر المستقبل إلخ. هذا يحدث في أميركا نفسها! أذكر أول زيارة لي لأسرة في مدينة ما في أميركا في أول عام أنهم كان عندهم بنات كتير والأم تقريباً حجزتني لواحدة منهم وسألوني: معك بجامة؟ كان يخططون لمبيتي عندهم. عندما تدخل الأمور في الحب والرومانس فلا توجد قاعدة تقدر أن تفرضها وتقول إنه هكذا ما ينبغي أن تكون عليه الأمور. هم رأوا شاب مناضل عجبهم مثلما عجبني أنا شخصياً. لو أني عندي أخت لسعيت لتعريفها بشاب عازب كهذا. لا يعني هذا أنها قطعة شيكولاتة أو أي شيء من هذا البخس. أذكر ذاك اليوم والذي أتاني فيه صديق من ولاية في الجنوب وحياني تحية الصباح ووضع صورة أخته في جيبي وشكرته بشدة وشجعني على أن أتصل بها. وعندما كنت بالأغوار الشمالية بالأردن تعرفت بأسرة وكان الأب عنده صبيتين جميلتين وكل واحدة منهم تلبس سنة ذهب! لو أني كنت مستقر مالياً وجاهز للزواج لما رفضت عرض الأب والذي يفتح المجال أمامي لأكون رب أسرة ويمد يده لي لنصبح عائلة. لا يوجد ناموس معين تقدر أن تلزم به الناس في مسائل الحب والزواج والرومانس بل توجد ملايين الأعراف والعوائد وجميعها تدخل في إطار أنثروبولجي يجب أن ننظر إليه بتقدير إنساني.