لست أدري إن كنت ممن يحق لهم تذكر ما "كان" عليه النادي أم لا ... سواءا بحكم حديث عهدي به نسبيا مقارنة بالأحبة، أو بكوني كنت -ولا أزال- محبا لقراءة ما تسطره الأقلام من فوائد، على أن أدعي مضاهاتهم ثقافة وفكرا ....

النادي فعلا اختلف كثيرا، ويكاد يخلو من الزخم ... وآسف لموافقتي أبا إبراهيم، النادي يحتضر ... لكنني لا زلت أمني النفس بالقول أن النادي يمر في حالة ركود طالت قليلا ...

كنت لا أزال طالبا جامعيا عندما كان النادي يزخر بالمواضيع والنقاشات الحارة يمنة ويسرة، حتى يكاد المرء يحتار أي موضوع يتابع ... كانت الساعات تمر تباعا وأنا أقرأ وأقرأ وأقرأ بين صفحات النادي ... بين الفكر الحر والعقائد والأديان والساحة الاجتماعية والأدب والفنون ... لا يكاد موضوع يخلو من الردود التي تسترعي في بعضها ساعات من التأمل والتفكر، وويل من أراد الرد، وآه آه لو كنت يا عزيزي القارئ ممن تحتم عليه الرد بطلب مباشر أو حتى تلميح، فقد كانت الأقلام تتربص بك من كل حدب وصوب، تتمنى أن تخطئ، أو على الأغلب أن تضيف إلى الموضوع تفرعا آخر وجانب تشويق آخر ... كانت المواضيع مثل أفلام الحركة و"الأكشن"، إلا أنها لا تحتوي على "كليشيهات" مبتذلة ولا حيل سخيفة، بل هي لوحة ملونة بكل ألوان الفكر والتشويق ....

فكرة أنك عضو "جديد" كانت مرعبة إلى حد كبير، وطالما كانت مجرد المشاركة في حوار هنا أو هناك تتطلب شجاعة وجرأة ...

لم يدفعني أحد يوما إلى البحث والتمحيص والغوص في التفاصيل مثلما دفعني مثلا نقاش الختيار والصفي حول آيات خلق الجنين!!! ولم ينعشني شيء بعد عناء يوم طويل أكثر من الحضور وولوج مضافة أبي إبراهيم للثرثرة حول آخر خبر أو فكرة طرحها أحد المارين بها على فنجان من القهوة وترنيمة لفيروز ... ولم يحرق دمي شيء أكثر من تخيلي لتلك الجميلة التي تتحدث عنها قصيدة من قصائد محمد الدرة، أو العيش مع شخصية من شخصيات قصاصات بسمة ... ويا محلى قعدات الفول والحمص السيبيرية التي طالما أشنف بها العلماني آذاننا ...

صدقوا أو لا تصدقوا، مجرد استرجاع تلك الذكريات رسم ابتسامة عريضة على محياي:)

حتى انتخابات النادي لم تخلُ من الجمال والسخرية والجدية، كلها مجتمعة في مزيح رائع جدا أظهر أجمل ما في النادي من اختلاف وتوافق في آن واحد ...

الآن، وللأسف، كل ذلك اختفى -أو يكاد- :rose:

لست أدري، هل في كلامي نرجسية؟ أم ظلم للقادمين الجدد؟؟؟ لكن النادي فعلا اختلف ... من وجهة نظر قارئ ومتابع على الأقل ...

تحياتي لجادمون وأبو إبراهيم .... عودوا وشاركونا أكثر :redrose: