{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أحد فوائد استشهاد الحريري...تجاوزنا لحاجز الخوف في لبنان ومصر ومستقبلا سوريا والسعودية
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #9
أحد فوائد استشهاد الحريري...تجاوزنا لحاجز الخوف في لبنان ومصر ومستقبلا سوريا والسعودية
آن اوآن التدخل اللبناني في الشؤون السورية

نديم أبو داوود GMT 16:30:00 2005 الأربعاء 23 فبراير
يرتكز الفهم البعثي للعلاقات اللبنانية السورية على فهم أمني يصنف لبنان في خانة "العمق الاستراتيجي لسوريا". والعمق هنا صفة تفترض تلقائيا الامتداد والتمدد فيما تتطلب صفة الاستراتيجي إستدخال هذا العمق في حيز الآلة العسكرية. هكذا تصير ترجمة العلاقة بين البلدين مرفوعة على عامود الوجود العسكري السوري. ولأن أي وجود عسكري أجنبي على أرض أخرى يثير المطاعن عامة، ويغدو أكثر إثارة حين يكون فاقد الصلة بالحسنات الموزعة على الطرفين، بات يستدعي الحفاظ على هذ الوجود ترتيب آلة سياسية ودعائية تصون العسكر ووجوده وتتولى تدبيج الشروحات الضرورية والملحة لهذا الوجود. ولأن تشاء الصدف أن يكون لبنان بلد الأهواء، تعدداً وتنوعاً صار ترتيب هذه الآلة السياسية الضرورية يعني إستتباع مؤسسات البلد وإسكات أصوات الاعتراض سيما وأن العلاقة بين البلدين لم تعد الا بالكوارث على لبنان وعلى سوريا، بما يعني أن الدفاع عنها يتطلب جهدا خرافيا يستدعي قامات من طراز ناصر قنديل ونبيه بري وكريم بقردوني.

وتحسبا لمتغيرات السياسة في لبنان لجأ الحكم البعثي الدمشقي الى تغذية عوامل الفرقة والانقسام، الموجودة أصلاً في صلب التعددية والتنوع اللبنانيين، حتى صارت كل مطالبة بالخروج السوري تصطدم بتهديد الانفراط والإقتتال الاهلي. غير أن الغباء المحمود للادارة السورية للبنان، عزز إمكانيات توسع الخطاب السيادي اللبناني خارج أسواره التقليدية المسيحية التي ترى في إستقلال لبنان وسيادته مرادفا سياسيا لوجودها ودورها في المشرق العربي. ثم جاء إغتيال رفيق الحريري بعد عدد من السنوات، ميزها مد وجزر في العلاقة السنية السورية داخل كل من سوريا ولبنان، ليحسم خيارات الطائفة السنية اللبنانية بإتجاه إندماج كامل بالخطاب السيادي اللبناني المطالب بإنهاء الاحتلال السوري. وإذ تزامنت هذه المتغيرات السياسية الداخلية اللبنانية وترجمت تلاقيا مسيحيا، سنياً، درزياً، تلونه خروقات شيعية طفيفة، مع تصاعد في المزاج الدولي المعادي لسوريا بات بديهيا أن "قلب العروبة" يعاني إنسدادا بينا في الصمام اللبناني. وجاء الاعلان عن الجلطة السياسية قاسياً بعد زيارة امين عام جامعة الدول العربية الى دمشق:
سوريا مستعدة للإنسحاب من لبنان.

الجواب السياسي على هذه الجلطة. شكرا ولكن لا يكفي.
لماذا؟
- أولا لأن لبنان السيادي والديمقراطي والتعددي والمتصل بالغرب لا يأمن شر سوريا بعد تجربة طويلة أعملت فيها سوريا خرابا ودمارا وقتلا وتهجيرا في لبنان. [SIZE=6]ولأن التناقض الموضوعي بين وجود لبنان بصيغته التعددية الحضارية الديمقراطية الدستورية، وبين سوريا البعث والصمود والتصدي باتت أخطر من أن نتعايش معاً وبات واضحا ان التعايش هذا لا وجود له الا في مخيلات مريضة تصر على أنه بوسع الفيل الرقص بأمان وسلام في متجر الخزف من دون خسائر.
- ثانيا لأن لبنان يتذكر بمرارة أن ثمن الانسحاب السوري من لبنان بعد الهزيمة العسكرية أمام اسرائيل عام 1982 ترجم حروبا مديدة غذتها وأصلتها ولعبت على تناقضاتها سوريا بما اعاد إستدراجها الى لبنان مرة أخرى عام 1987 مصحوبا بإغتيالات وتصفيات لأبرز الشخصيات اللبنانية، التى كان من الممكن أن تلعب أدواراً سيادية على صلة بفكرة لبنان كرسالة وليس كوطن. لا يعني هذا بالطبع أن سوريا اليوم قادرة على تكرار التجربة كما يحلو لألسنتها في لبنان أن تزعم، لكن الخوف ماثل ولو على سبيل الحيطة والحذر، لأن تفجير الأوطان مشروع جهنمي شيطاني لا نملك الى التحسب له. فلبنان اليوم ينبىء على الأقل بأن ثمة أرضية وطنية جامعة، تتعزز بإنضمام الشيعة اليها، يمكن البناء عليها أو التأمل منها أن تفضي الى تأسيس مشروع وطني جامع يعيد تعريف لبنان على ضوء مصالح جميع أبنائه. فطبيعة لبنان أنه لا يمكن ان يكون وطنا نهائيا بمعنى الدور وليس الجغرافيا. ولعله قدر اللبنانيين أن يعيدوا في كل مرحلة تعريف وطنهم ودوره على ضوء المصالح ومتغيراتها على أن يكون الثابت الوحيد أن لبنان لجميع أبنائه.
- ثالثا لأن قدر اللبنانيين هو العلاقة مع سوريا. فلا مناص من الهرب من هذه العلاقة ولا خلاص منها ولا يمكن ابراء حد لبنان من صلاته بها. وإدراكا لهذا القدر بات لزاما على اللبنانيين أن يختاروا أي سوريا يريدون للبنانهم وأي صيغة يريدون للعلاقة بين البلدين. فإذا كان لبنان بالنظر السوري هو العمق الاستراتيجي العسكري لسوريا فإن سوريا هي العمق الاستراتيجي الديمقراطي للبنان [SIZE=5]ولا أمل لنا بالانسحاب السوري ما لم يأتي مقرونا بإصلاح سياسي سوري داخلي يعمل على تفكيك طابعه الأمني والمخابراتي والعسكري نحو دولة مدنية تعددية.
وعليه فقد آن آوان التدخل اللبناني بالشؤون السورية من دون خجل ومن دون مواربة لأن هذا التدخل هو صمام أمان العلاقة بين البلدين ومحرك نقلها من علاقة إستتباع وعسكرة الى علاقة تعاون ودمقرطة. آن الأوان لتزخيم الاحكاك بقوى المجتمع المدني السوري، البادىء أصلا بإستضافة صحيفة النهار اللبنانية للنقاش السوري الداخلي، والدفع بإتجاه توسيع المشاركة السياسية في سوريا،
والمساهمة في تحفيز العقل السوري على الاشتراك في إعادة تعريف العلاقة بين البلدين على ضوء إجتهادات حديثة لمعنيي العروبة والتلازم. فلا يجدر أن تستمد الصيغة الصاعدة للعلاقة بين البلدين قوتها من إستمرار الهيمنة الأميركية في المنطقة أو أن تتغذى على الخشية من النفوذ الأميركي، وإن كانت هذه الهيمنة وهذا النفوذ من بين عوامل أخرى كثيرة مؤثرة في إبتكار الصيغة الجديدة الصاعدة للعلاقة بين لبنان وسوريا.
لم يعد ممكنا الاستمرار بمعالجات سطحية إنتقامية يدفع ثمنها المواطن اللبناني والسوري فيما الأفق مفتوح على كل الاحتمالات الايجابية لو أمكن إستثمار عوامل الحداثة في البلدين، لصالح صيغة سورية لبنانية عقلانية رشيدة تضع الازدهار والتقدم في صلب العمل السياسي بعيدا عن خرافات الكرامة والتصدي.

02-24-2005, 01:36 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أحد فوائد استشهاد الحريري...تجاوزنا لحاجز الخوف في لبنان ومصر ومستقبلا سوريا والسعودية - بواسطة بسام الخوري - 02-24-2005, 01:36 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,296 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  هل حزب الله وراء قتل رفيق الحريري؟ و لماذا..؟؟ tarek 27 7,679 07-16-2011, 12:03 PM
آخر رد: على نور الله
  الغرب يبيع ديمقراطية بالكلام ..وفضحته تونس ومصر.. نسمه عطرة 0 1,423 01-29-2011, 11:05 AM
آخر رد: نسمه عطرة
  أول كسر لحاجز الزومبي المسلط من الجهة السافلة من العالم الأخر مؤمن مصلح 13 3,861 10-31-2010, 03:10 PM
آخر رد: طالب الحق المبين
  أعراض مرض الإسلاموفوبيا - (الخوف الرهابي من الإسلام) سامع وجيب قلوب فحول النخيل 8 2,284 09-25-2010, 06:00 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS