{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا
أبو ليلى الدمشقي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 181
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا
أتعبتنا القضية الفلسطينية وشغلت ستين عاماً من تاريخنا، وما زالت تشغلنا. ولم يخطئ من قال إن إسرائيل زرعت في قلب الوطن العربي، فالقضية تأخذ أكثر من بعد جغرافي، إذ هي في قلب الصراعات السياسية والإيديولوجية العربية.

القضية وحدت الموقف العربي في البداية، وما حرب النكبة 48 إلا دليل على وحدة العرب وجيوشهم على هزالتها وقلة تدريبها.

إسرائيل، بالدعم البريطاني غير المحدود، ثم بانتقاله إلى دعم أمريكي مفتوح، استطاعت في البداية أن تتسلط على العرب، بحروب متكررة، وباستنزاف للدول العربية أجمع، ومؤتمر اللاءات الثلاث الذي امتص أموال دول الخليج لتدخل في جيوب جنرالات مصر وسوريا خير دليل على ذلك.

دول الخليج من جهتها، آمنت بالقضية الفلسطينية في البداية ودعمت مشروع الطوق العربي الذي تحول إلى بازار للإغناء غير المشروع في هذه الدول. مصطفى طلاس في كتابه "مرآة حياتي" ذكر كيف كان المقاولون المكلفون بتعمير سدود على الحدود السورية مع إسرائيل لتحويل مجرى نهر اليرموك عنها، كانوا يرتفعون مترين في البناء ثم يتوقفون لينتظروا الطيران الإسرائيلي ليأتي ويدمر مشروع السد، من كان يسدد هذه الفاتورة ؟
لذلك، وبعد انعدام الثقة بين دول الخليج التي قدمت الأموال، ودول الطوق التي "شفط" مقاولوها وضباطها هذه الأموال، صارت المساعدات تقل إن لم تنعدم، ومات مؤتمر اللاءات وغيره من المؤتمرات في ظل اللا ثقة والاتهامات.

القضية تأرجحت سيطرة بين مصر وسوريا، فعندما كان الوضع أقرب للحرب، كانت مصر التي لا حرب بدونها هي التي تسيطر على القضية وخيوطها سواء أكان اللاعب الملك أم عبد الناصر أم السادات. ولكن وبعد توقيع اتفاق كامب ديفيد أدرك الجميع أن لا مصر ولا سوريا ستعود مجدداً إلى حرب مباشرة مع إسرائيل. واقترب الوضع إلى سلام معلن على الجبهة المصرية وسلام غير معلن على الجبهة السورية. ومع رجحان كفة السلام (المعلن وغير المعلن) صارت سوريا التي لا سلام بدونها هي اللاعب الرئيسي في القضية، تتحكم بخيوطها وينتظر الجميع ردها بهذا الشأن. ما بالك وأن اللاعب الأساسي في الطرف السوري كان شخصية حافظ الأسد الذي اعترف حلفاؤه وخصومه بقدرته الفذة على فهم الأمور وتحويل مجراها، إن لم يكن لمصلحة بلده فلمصلحة حلفائه.

القضية الفلسطينية وتتطوراتها بعد أيلول الأسود وانتقال منظمة التحرير من الأردن، أشعلت حرب لبنان, وتدخلت سوريا في حرب عرفت نتيجتها مسبقاً طالما مصر واقفة على الحياد، وطالما دول الخليج تتفرج بل تسعى إلى معاقبة سوريا "لتدخلها في شؤون لبنان". وبدأت السعودية تسعى لتكون لاعباً رئيسياً في المنطقة، وساهم الحصار الاقتصادي على سوريا، والذي لعب فيه العراق والسعودية ومصر دوراً مؤلماً، في رسم صورة للانقسامات والتحالفات العربية القادمة.

الحدود الشرقية مع العراق كانت مغلقة، ولكن العراق دعم الإخوان المسلمين السوريين عن طريق الحدود الأردنية، ومول معسكرات للتدريب هناك. كما دعم أطرافاً لبنانية معينة، وانتهت سياسته بكارثتين : تدمير كامل لحزب الإخوان السوري في أول الثماتينات وطرد حليفه الرئيسي من لبنان (الجنرال عون) في آخر الثمانينات.
الرد السوري على السياسة العراقية كان واضحاً : تحالف سوري إيراني إستراتيجي، يعطي إيران بعض الخيوط في لبنان وفي المنظمات الفلسطينية المتمركزة في دمشق مقابل دعم إيراني للخط السوري يمثل بعداً إستراتيجي لسوريا في إيران يلغي أهمية العراق الذي كان يمثل هذا البعد سابقاً ويفتح لإيران بعداً على البحر المتوسط.

مع نشوب حرب العراق الأولى، وخسارة دول الخليج ومصر لحليفها الإستراتيجي، عادت المياه لتجري بين سوريا وهذه الدول، وانتهت حرب لبنان باتفاق الطائف، وبدأت محادثات سلام مشتركة ومباشرة بين كل الأطراف وإسرائيل، وخرجت منظمة التحرير التي دعمت العراق في الحرب على الهامش. ولكن إسرائيل أرادت أن تقول كلمتها واستدرجت ياسر عرفات إلى اتفاق "غزة وأريحا أولاً وأخيراً"، ضاربة بعرض الحائط فرق المفاوضات الفلسطينية والسورية والأردنية وما توصلت إليه. وانهارت وحدة الصف العربي من جديد، وانفرط عقد الفريق الفلسطيني، وتفاوضت الأردن على حدة، وأوقفت سوريا المفاوضات نظراً لضعف الموقف في المفاوضات الأحادية وبعد اكتشافها عدم جدية الطرف الإسرائيلي. وعادت الانقسامات العربية للظهور، وسارع الأردن لاتفاق سلام سريع ودخل مكان العراق في الحلف السعودي المصري. وتبلورت هذه الخلافات في حرب العراق الثانية التي قسمت الصف العربي من جديد، بين مؤيد ومعارض.

على الجانب اللبناني، حقق الصف السوري الإيراني أول نصر في التاريخ على إسرائيل، تمخض بانسحابها من جنوب لبنان عام 2000. وبدأت بقية الدول تدرك أن اتفاق الطائف سيموت قريباً إن لم يكن قد مات، وحاولت العودة إلى السيطرة في لبنان عبر رفيق الحريري وشركائه في الحكومة السورية : خدام وكنعان، وخصوصاً أن هناك بصيصاً من الأمل في السيطرة بعد وفاة لاعب هام : الرئيس الأسد. وأصيبت السياسة السورية لأول مرة منذ عقود بالإرباك، ولكنها انتهت بالتخلص المباشر من لاعبي الطرف السعودي المصري، وتعمقت الخلافات بين الطرفين. وجاءت قمة الخلاف في حرب لبنان عام 2006 ليخرج حزب الله حليف سوريا مكللاً بالدعم الشعبي العربي والعزل الحكومي العربي، وظهرت بعض الحكومات بوقوفها ضد حزب الله دون أن تقصد مظهر الداعم للجيش الإسرائيلي وممارساته اللاإنسانية في لبنان. ودخلت بعض دول الخليج لأول مرة كلاعب في المنطقة منفصل عن الخط السعودي المصري مثل قطر التي نسقت الكثير من السياسات السورية مع بقية الدول.

في الجانب الفلسطيني، جاءت محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في الأردن هدية على طبق من فضة من إسرائيل إلى سوريا. فاحتضنت سوريا حركة حماس التي تمخضت عنها انتفاضة الثمانينات والميل العربي الشعبي إلى الإسلام السياسي. وكانت وفاة عرفات بعد طول حصار في مكتبه قد تركت الساحة بدون شخص ذي جاذبية سياسية. ودخلت سوريا بقوة في العمق الفلسطيني وخصوصاً أن بقية المنظمات الفلسطينية لم تجد إلا دمشق ملجاً لها.
وازداد التوتر بين سوريا وحلفائها من جهة، والسعودية وحلفائها.

وها نحن الآن نشهد مجدداً هذا الشقاق العربي، والذي تعمقه إسرائيل بغز سكينها في قلب الصف العربي. وإسرائيل بقصفها غزة تدرك أنها تقصف العمق العربي وأي أمل في التوافق بينهم. مصر والسعودية لا تقدر على مساعدة غزة، فهي تدرك أن نصر حماس فيها سيتحول إلى كارثة بالنسبة لحليفها محمود عباس، حتى لو كان الثمن عزل الفلسطينيين هناك وموت الآلاف منهم. وسوريا تدرك أن انهيار حماس في غزة سيكون فقدانها أحد خيوط اللعبة التي تمسكها، لذلك فهي لا تتأخر في الضغط على مصر التي تحد غزة لتفتح حدودها أو لتسمح ببعض التهريب لتمرير الأسلحة والغذاء والدواء لمساندة الحكم هناك.

إسرائيل لن تخسر ولن تربح في قصف غزة إلا شقاقاً عربياً جديداً. ومن خرج من العرب منتصراً سياسياً من غزة سيكون منتصراً للأسف على بساط من دماء الأبرياء.

الحكومات ستأكل الحصرم والأبرياء سيضرسون.

12-31-2008, 02:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا - بواسطة أبو ليلى الدمشقي - 12-31-2008, 02:11 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,493 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  تعلم كيفية اسقاط نظام في 3 أيام بدون معلم؟؟!!.. بقلم م. سميح مطر فارس اللواء 6 1,865 01-13-2012, 08:23 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الشعب يريد سلام فياض vodka 0 1,284 05-13-2011, 09:31 PM
آخر رد: vodka
  صدام بدون تعليق مؤمن مصلح 36 8,842 07-31-2010, 11:51 PM
آخر رد: عبادة الشايب
  فئة ال "بدون" قنبلة موقوتة هاله 0 1,074 12-06-2009, 08:23 PM
آخر رد: هاله

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS