الزميل AhmedTarek

غزة عمق استرايجي لمصر بالتأكيد و المعبر الدائم الذي سلكه معظم من هاجم مصر لكن المشكلة مع حماس اكبر بكثير من علاقتهم مع الاخوان او الايدلوجيا الدينية التي يتحركون علي اساسها, انها مشكلة الخيارات المصرية و رؤيتها لطبيعة العلاقات و التوازنات في منطقتنا المتوترة دائما,
تركة السادات المتمثلة في كامب دافيد واضحة و مباشرة ترسم خطوط عريضة كالقضبان تسير عليها سياسة مصر الحالية
- مصر تعترف بإسرائيل و تقيم علاقات دبلوماسية معها
- السلام هو خيار مصر الاستراتيجي و المفاوضات هي الطريق لحل المشكلة الفلسطينة
و حتي لا نتوه في الجدال, نعم من الممكن ان ننفض ايدينا من هكذا اتفاقية لكن بثمن و من يدير سياسة مصر في هذه اللحظة يقول صراحة ان لا يستطيع تحمل هذا الثمن.
بعد توقيع الاتفاقية تم عزل مصر عربيا و و انهالت تهم التخوين و العمالة التقليدية, و انطقت الحناجر بأن المقاومة هي طريقنا الوحيد و مضت الاعوام و تغيرت الظروف الاقليمية و الدولية و جلس من خونا بالامس علي نفس مائدة المفاوضات بعدما سدت امامة كل الطرق و علي هذه المائدة ولدت السلطة الفلسطينية ليصبح علي ارض الواقع كيانا سياسيا فلسطينيا "ربما ممسوخ و مشوه" علي ارض فلسطين و اصبح هناك طرف فلسطيني يوافق علي العملية السلمية كوسيلة لحل المشكلة, اي يوافق رؤية مصر و خياراتها.
الان تجد مصر علي حدودها من يعود ليس إلي الصفر بل ربما إلي ما قبل الصفر,
إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها و تتحايل عليها, لكن حماس لا تعترف بها اصلا, حماس تعود بنا إلي ما اخذ بالقوة لا يعود بغير القوة و شعارات فلسطين من النهر إلي البحر
السلطة الفلسطينية نتجت عن اوسلو و حماس ترشحت للسلطة الفلسطينية و لكنها ترفض اوسلو
حماس "تدمر" منظمة فتح في غزة "الطرف الشريك لمصر في رؤيتها"و تنفرد بالسلطة فيها
لا تعترف بإسرائيل و لكنها تطالبها بالوفاء بإلتزامات إمداد الطاقة و الغذاء !!
تقول ان لها حق المقاومة فتضرب بضعة صواريخ, إسرائيل بدورها "ملهاش كبير" تدك غزة
نعم اسرائيل دولة محتلة مارست صنوف من الحقارة ضد الفلسطنين لكن "وبعدين"
ما الفائدة, اي تضحيات يجب ان يكون هناك رؤية سياسية تستفيد منها و لكن حماس لا تمتلك اي رؤية
كامل رؤية حماس الاستراتيجية في هذه اللحظة تتلخص في كلمتين "افتحوا المعابر"
مصر تقول هدوء من الطرفين يخرج علينا من يقول هذه يساوي بين المجرم و الضحية
اوكيه "متهديش يا حماس" فلتستمر الصورايخ ما هو المتوقع من اسرائيل ان تقف تصفق لكم, نسيت حماس ان اسرائيل ليست عربية حتي تفعل ذلك

تخيل معي
طوال عامين تقريبا و مسيرة المصالحة الوطنية بين الفلسطنين انفسهم لم تصل إلي اي شئ, فلسطين السلطة اصبحت سلطتين في مسرحية هزلية عبثية و كل طرف "ماسك في حته" و دولة مثل مصر بمصالح 80 مليون انسان كل دورها ان تحاول لم شمل الفرقاء !!!

كل هذا والشرق الاوسط علي كف عفريت, دول محتلة و البعض مهترئ و اخري مهتزة, مشاكل اقليات اثنية و دينية, رؤساء دول "كبيرهم" عمدة قرية يزايدون و يخطبون, شبه جزيرة مساحتها 11 الف كيلومتر و سكانها لا يتجاوز عددهم المليون نصفهم من غير المواطنين تحلم بالزعامة, و شعوب موتورة في حالة عمي و دروشة
و علي الجانب الاخر امريكا و ايران و تركيا يتحركون و كل طرف يخطط لمصالحة و يتفاوض عليها " و علي عينك يا تاجر"

اطيب تحياتي