عزيزتي تماره
موضوع ممتع وحساس، وعلى الرغم من انه يمس حياة ملايين النساء في مجتمعنا، لن يلقى اهتمام كبير من ذكوره، لكونه يمس خلفيتهم الاخلاقية وامتيازاتهم التاريخية ونرجسية محنطة بعناية.
ان المرأة، تارة يشار اليها من خلال وظيفتها كأم وتارة اخرى من خلال وظيفتها كأخت او ابنة او زوجة او حتى من خلال صفتها الدينية كمسلمة، ولااحد يشير اليها من خلال كونها انثى او مواطنة ، او مجموع هذه الصور مع بعض من خلال كونها انسانة، مساوية للرجل في القيمة الانسانية.

بهذا الطريقة المبتكرة، يجري سوط المرأة، واجبارها على الخضوع او خداعها واعطاءها انطباع بالقيمة االعالية، وضرورة حفظ " الجوهرة الثمينة"، وبالتالي سلبها كل قيمة حقيقية وتحويل مكافئتها الى السماء. القوانين تتواطئ مع الرجل، تحت مباركة رجال الدين والتقاليد البدوية وجشع المجتمعات الصناعية الحديثة.

ان حرية المرأة الحقيقية لن تأتي الا عندما تعي المرأة حقها بالوصاية على جسدها، ورفض النظر اليها من خلال قيمتها الجنسية، ورفض وصاية هلوسة الذكور المنافقة، ورفض تحويل انوثتها الى عقوبة جماعية تفرض عليها، وترغم على قبولها تحت التلويح بغضب الله وفقه كراهية المرأة، مندوب الله على الارض، وإشهار عقوبات المجتمع الذكوري على الرافضات، بمعونة قوانين الدولة.

على المرأة ان ترى وتحدد اهدافها بوضوح، وتقدم وسائلها للخروج من هذه المعضلة التاريخية، التي تكبح تطور الرجل والمرأة على السواء وتنهك جهودنا. على المرأة ان تخلق خطابها الذي يمس جسم المشكلة وعمقها وعقل المرأة. لااحد بقادر ان يحل مكان المرأة في تصميم حل للخروج من هذه المعضلة، ولكن فقط نستطيع الوقوف الى جانب الطليعة ودعمها قدر المستطاع.

هناك العديد من المشاكل الي تحول المرأة على عبد، عوضا عن ان تكون انسان حر ومواطن فعال ومبدع، وقادر على بناء حياتها الخاصة. هذا المشاكل، يجب على الدوام ابرازها وتوثيقها، وطرحها للنقاش من زاوية وجهة نظر المرأة، ومن خلال معاناتها.
رفع هذه المشاكل بصوت المرأة، وبتصويرها، يعطيها بعدا اكبر واكثر واقعية. وللاسف، فإن اكثر مواضيع النساء يجري طرحها من قبل الرجال.