بدون شعارات فلنتحدث برجماتيا. هل نحن نعود الى عصر الإقطاع؟ الواضح أننا فعلا نعود الى حيث الرق و الإقطاع وأرباب رؤوس الأموال الضخمة و السخرة من بني البشر لخدمة تلك النخب. هناك عدة مؤشرات قوية تؤكد أننا نقترب من بداية الكون في تنظيمه الطبقي قبل القوانين و قبل ماركس..

كان العالم و حتى عهد قريب ذي قطبين فاعلين. الاتحاد السوفيتي و أمريكا. الا أن أمريكا كشفت الاتحاد السوفيتي فانهار بقوة, بعد أن تفكك الى دويلات اسلامية, وروسيا. و لأن الدويلات تلك لا تنفع, فان روسيا احتلت مكان الاتحاد السوفيتي سابقا. لكن المفاجئ أن روسيا اليوم هي التي تختزن بضع دليونات (الدليون ألف تريليون) من الدولارات أثر عمولات السلاح أبان الدولة السوفيتية, فتحولت الى دولة رأس مالية تلهث خلف الولايات المتحدة و دول أوروبا..و بعد سقوط السوفيت سقط معه العراق و شنق راعيها. و قريبا سوريا, و لا داعي لذكر كوريا الشمالية لأنها ليس لوجودها أثر الا على الخريطة..

كان البعض يراهن على أن الصين سيحتل مكان السوفيت, لكن ما ظهر للعالم أن الصين دولة نامية تسعى خلف الكسب السريع و الترليونات واصبح أهم أحلافها دول اليمين..

بقي في شرقنا التعيس, حزب الله و حماس, وهما عبارة عن دويلات يسارية إسلامية ناتئة . كل ما تفعله هو تعكير صفو العالم العربي و زجها في أتون حروب لا طائل منها. و زوالهما آت دون طول انتظار. و نهاية ايران بات وشيكا على يد اسرائيل..

نسيت أن اذكر عبد الناصر, الذي كان يساريا مؤثرا, لكنه..مات, ومات معه فكره و نهجه و فلسفته. و موت نهجه يوم وفاته أكبر دليل على أن الأمة غير قادرة على تحمل عبء كرامتها..!

اذا كان البعض يشكو القهر والفقر و العوز, فان القادم من الأيام, سيجعل الشاكين هم السواد الأعظم من الأمة. فاليسار وان بدا بغيضا الا أنه قد يكون المحفز الوحيد لحكومات اليمين بمراعاة رضا شعوبها, و غيابهم يعني غياب ذلك المحفز..
.

Let us wait and see

حسام راغب..