مسألة الجنة والنار، بالوصف الذي يقدمه لنا القرآن الاسلامي، مثير للدهشة. هل حقا انه (فكرة الهية)؟
منذ البدء، يظهر ان الجنة والنار هم فكرة وثنية، على طريقة العقوبة والمكأفأة التي تقدما الممالك الارضية وحكامها الديكتاتوريين. ومن الواضح ان الله الاسلامي يستخدم النار والجنة على طريقة " العصا والجزرة"، بعد ان فشل، وعلى مدى تجاربه الطويلة، في صياغة خطاب عقلاني قادر.

ونرى ذلك بوضوح، في إستمرار حاجة سكنة الجنة والنار الى الاكل والشرب والملبس، بل وحتى لايكل الله ولايمل عن اغراء الناس بالثروة والذهب، على الرغم من ان الذهب والمعادن والجواهر النفيسة، هي نفيسة على الارض فقط، بسبب ندرتها، الذي جعلها رمز للسلطة والغنى، وهو امر لاضرورة له في الجنة، ولاقيمة للذهب هناك، على الاقل لكثرته. والغريب في كل هذا ان الله لاينسى ان يلعب على مشاعر البشر الجنسية والاستهلاكية، تماما كما تفعل الشركات والقوادين، وهو امر كان يجب ان يضم الى إعجازات القرآن، فقد اكتشف الدعاية، بما فيه الجنسية، منذ عصور مبكرة.

ومن المؤسف ان يحتاج إله، محترم، لاستخدام الجنة كرشوة، والنار كعصا من اجل ارغام الناس على القبول بالدخول في عبوديته، التي تشكل الهدف الرئيسي لنشاطه. وعلى الرغم من ان القرآن، يحاول إستخدام النار كوسيلة عقوبة ضد الاشرار، إلا ان الله لايخفي نياته، في ان اكثر مايثير اهتمامه هو استخدام النار والجنة للانتقام او مكافأة من يقبل بتوحيده، وماغير ذلك فيمكن غفرانه، إذ لاقيمة له.

ولكن، الاغرب في كل هذا، ان صورة الجنة والنار المعروضة، تشير بوضوح الى ان الله يجهل ميكانيزم عمل دماغ الانسان. هل يحتاج الله الى جنة من اجل خلق المتعة والى نار من اجل خلق الالم؟
ان المتعة والالم هم نتائج صعقات كهربائية وكيميائية في الخلايا العصبية في الدماغ، وعندما تصل الصعقات الكهربائية الى حدود معينة يقوم الدماغ بالاغلاق، لنصاب بالغيبوبة. من هنا نرى ان الله لايحتاج الى جنة ونار " وسعهم السموات والارض"، ليس فقط لان الارض لاقيمة لها بالمقارنة مع (السموات)، وليس لان السموات بحد ذاتها اكبر بكثير من كل مايخطر بباله، وانما ايضا لان الانسان ليس الا دماغ فقط، وفيه يمكن تحفيز كافة المعايشات اصطناعيا بدون اي حاجة لواقع. مثل هذا الامر يمكن رؤيته كمثال عند حدوث الاحتلام او شعور النائم انه يسقط، مع انه نائم في السرير، ويضاجع اجمل الحوريات (او تضاجع اجمل الرجال)، حتى الثمالة، في اجمل قذف وانتفاضة، مع انه نائم لم يدخل جنة او نار.

وطالما ان الله هو الخالق، فكيف سقط عن علمه هذا الميكانيزم البسيط لدى الانسان، بغض النظر عن لااخلاقية عرضه للجنة والنار؟