شكرا عزيزي حمزة على دعوتك الكريمة,:98:

و اعتذر منك و من الزملاء, لانني لم انتبه للموضوع سوى الان,
يا ريت في المرة القادمة ترسل للمدعوين رسالة خاصة كي ننتبه اليها....


سأبد بسرد قصة حدثت في القرن الماضي, لها دلالاتها و مغازيها, ثم انتقل الى المحاور الاخرى:

اثر اندلاع الحرب العالمية الثانية و بزوغ اليابان كقوة اقليمية عظمى في شرق اسيا, تهدد نفوذ بريطانيا في مستعمراتها (الهند, سنغافورا اندونسيا تايلاند الفلبين ماليزيا الخ...) بدأت بريطانيا و معها باقي القوى الاستعمارية الغربية بتنفيذ استراتيجيات و تحركات لتأليب الشعوب الاسيوية المستعمرة (بفتح الميم) على الخطر الياباني (الهمجي) القادم,
و بريطانيا مشهورة عبر تاريخها بمبدأ فرق تسد, و هم خبراء في سيكولوجية الشعوب و تقنيات التعامل مع المجتمعات و ادارة المستعمرات و القبائل و الدول الخ.... (سأترك نظرياتهم و رؤيتهم للعرب لوقت لاحق)...

و قامت بريطانيا بمحاولة استمالة تلك الشعوب الى جانبها ضد القوة اليابانية الناشئة, و ملاطفتها المجتمعات و البدء بتحسين اوضاعها و تقديم مساعدات و التقرب منها (شكليا) و تسليح قوات منها لدرء الخطر الياباني الذي سينهي النعيم الاستعماري و التفوق الحضاري البريطاني الذي يعيشونه كما كانوا يدعون....
ثم جاء الهجوم الياباني على المستعمرات البريطانية, (اعتقد الى احدى جزر الفلبين اولا) و كان على استعداد لمواجهتهم جيش نظامي من السكان المحليين الاسيويين و هم متجهزين و متدربين و بكامل عدتهم البريطانية الحديثة و متسلحين بما لقنه اياهم البريطانيين لسنوات خلت و بما مننوهم به من مساعدات و اعاشات و حملات تلقيح و استشفاء و وعود و يترأسهم جنرال بريطاني محنك و معه بضعة ضباط اخرين...

و ما ان نزل اليابانيون الى البر صاحوا عبر مكبرات الصوت للقوة المدافعة:

نحن اسيويون مثلكم و قد جئنا لنحرركم من مستعمريكم البريطانيون الغرباء

و اذذاك امر الجنرال البريطاني باطلاق النار علي القوة المهاجمة, فلم تسمع سوى طلقة واحدة من ضابط بريطاني واحد , سرعان ما قام جنوده الاسيويين بتجريده من سلاحه, وهبوا جميعا لاستقبال اليابانيين مهللين و الاستسلام لهم و تسليمهم اسلحتهم و متناسين تدريبهم و ما لقنه اياهم البريطاني طيلة سنوات طويلة من الاستعمار و الاخضاع ...
و تكرر ذلك المشهد في كل بلد و اقليم و جزيرة كان السكان يستقبلون اليابانيين الاسيويين كمحررين و يركلون اسيادهم البريطانيين المستعمرين بارجلهم خارجا....

و في النهاية ضاع المجهود البريطاني التعبوي سدى....