إن إسرائيل تقوم بهذا العدوان المتوحش ، بالأصالة عن نفسها ، وبالنيابة عن كافة الأنظمة الرأسمالية والإمبريالية العالمية من جهة ،
و أيضا بالنيابة عن النظام العربي الرسمي ، نظام " مبادرة السلام العربية " التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 بالاجماع ( !! ) ، ثم أعاد التأكيد على مضمونها التراجعي والاستسلامي إعلان الرياض عام 2007 ، وذلك بنصه على :

" تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خيارا استراتيجيا للأمة العربية وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، مستندة إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام. " من جهة أخرى !! .


هذا مع العلم أن تنفيذ هذه المبادرة التي أقرها النظام العربي الرسمي في كل من بيروت والرياض ، والتي هي ـ واقع الحال ـ مبادرة أمريكية ــ عربية ، خالصة لوجه إسرائيل والصهيونية العالمية ، إنما تقتضي من " الحكام العرب " عمليّاً سواء أكان ذلك برغبتهم وإرادتهم ، أو على أساس " مكره أخاك لابطل " :



ـــ إنهاء كل أشكال المقاومة الوطنية الفلسطينية حيثما وكيفما وجدت ، الأمر الي سيفتح الباب مشرعاً أمام هذه الأنظمة للقضاء على كل أنواع وأشكال المقاومة في أقطارها ، ولا سيما في العراق ولبنان ، وسيسقط ( بضم الياء ) من يد المعارضة السورية في الخارج والداخل ورقة مطالبتها النظام (*.....*) في دمشق بفتح جبهة الجولان أما الجماهير من اجل استعادته من براثن الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 1967 .


ـــ الاعتراف الرسمي والمعلن بـ " دولة إسرائيل " والتطبيع الكامل والشامل معها ، أي ـ تطبقيا ـ إنهاءالصراع العربي ـ الإسرائيلي بصورة كاملة وشاملة ونهائية !! .

ـــ السكوت عن مصير اكثر من ستتة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في الشتات بلا هوية وبلا وطن وبلا جواز سفر
وبلا حياة مادية و / أو معنوية كريمة اللهم إلاّ ماتجود عليهم به منظمة الأنروا من كسرة خبز ومن جرعة ماء !!.
لقد مثّل وصول محمود عبّاس إلى رئاسة مايسمّىزوراً بالسلطة الفلسطينية ، نقطة انطلاق مثلث الشر ( امريكا ـ إسرائيل ـ الحكام العرب ) في خارطة طريق تصفية القضية الفلسطينية ، في حين مثل إيصال الشعب الفلسطيني " قائمة التغيير والإصلاح " ( حماس ) إلى سدة السلطة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 ــ من وجهة نظر الكاتب ــ رغبة هذا الشعب في وضع عصي المقاومة في عجلات أوسلو ، الأمر الذي يفسر كل ماجرى ويجري على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية منذ مجيء حماس إلى السلطة وحتى هذه الساعة ، بما في ذلك أحداث حزيران 2007 والتي تسببت

في الانقسام الفلسطيني الحالي المؤلم والمؤسف بين الضفة والقطاع ، والذي تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على شلة
محمود عباس التصفوية الانتهازية ، المدعومة بالبترو دولار العربي ، وباليورو الأوروبي ، وبالسياسة الأمريكية ، وبجيش الدفاع " الإسرائيلي " ، والتي لاتمثل ــ واقع الحال ــ إلاّ جزئاً يسيرا ومحدودا جدّاً من حركة فتح المناضلة .
.إن التصريحات العربية الرسمية التي بتنا نسمعها إلى جانب عويل الأطفال والنساء ، وإلى جانب أزيز طائرات الـ F16الأمريكية ـ الإسرائيلية الذي لاينقطع على مدى الساعة ، والذي يقضي على كل انواع الحياة في قطاع غزة المنكوب ، إنما هي تلك التي ينطبق عليها القول " أشّر يساراً وسر يميناً " .