في تموز من سنة 2006 قام حزب الله بخطف جنديين اسرائليين .. فكان الرد الاسرائيلي عنيفا قاسيا بعملية عسكرية احرقت الأخضر واليابس .. يومها .. أدان الكل تقريبا (أنظمة وفصائل كثيرة من المعارضة) حزب الله واتهموه بأنه هو المحرض الذي اعطى اسرائيل ذريعة الاجتياح والرد .. وأنه يورط لبنان والشعب اللبناني في معارك لحساب النظام (الصفوي الفارسي الباطني المجوسي الرافضي .. الخ) واكفتى الجميع بالتفرج (المتشفي !!) بل لقد حرم البعض نصرة حزب الله لأنه حركة رافضية .. و تبارى الكثيرون بلعن (حزب اللات) وتمني سحقه كليا على يد الاسرائيليين..

اليوم .. قامت كتائب عز الدين القسام بقصف صاروخي لأهداف اسرائيلية .. فكان الرد الاسرائيلي المتوقع : عملية احرقت الأخضر واليابس .. لكن الغريب ان الموقف قد تغير اليوم .. واللجهة قد تغيرت .. حتى وجدنا من كان في الماضي يلعن حزب الله ويصف ما قام به بالمغامرة !! وانه لا يستحق النصرة !! يندد اليوم بالهجوم الاسرائيلي اليوم ويطالب بنصرة حماس ويشنع على من يرى انها هي البادئة بالاستفزاز .. والأغرب أننا وجدنا من يقول أن (حماس هي المخوله الوحيده حاليا لقيادة الشعوب العربيه نحو التحرر من حكامها الاوباش) في حين ان مقاومة حزب الله (تعبير عن حقد صفوي شيعي !) دون ان نفهم الفرق بين الاثنين !.. بل وجدنا من كان بالماضي يصف حزب الله بالمقاومة العميلة للحقد الصفوي، والعمل العسكري الذي يقوم به بالاستفزاز وجر لبنان الى الدمار يطالبه اليوم بالتدخل وقصف اسرائيل !! ..

ترى ما سر هذا التناقض في الموقف !؟ ..

سؤال بريء جدا:

ماذا لو كان حزب الله سني وحركة حماس شيعية !؟ .. ربما كان سيبقى الكلام أعلاه كما هو دون تغيير .. فقط غير تعبير (حزب الله) بتعبير (حماس) وعندها يستقيم المعنى !..